الأسكندرية بين مصر و اليونان
عقد المركز الاوروبي الشمال افريقي يونكار ورشة عمل اليوم بعنوان "الأسكندرية بين مصر و اليونان" ضمن برنامج حورس ابوللو الذي أطلقه المركز في مطلع الشهر الجاري و ذلك بحضور الدكتور سماح عبد الغفار الخبير بالأدب و التاريخ اليوناني . وافتتحت الدكتورة سارة كيرة رئيس المركز الورشة بالحديث عن التاريخ المشترك بين مصر و اليونان و الروابط بين الدولتين وفي السياق ذاته بدأت الدكتورة سماح عبد الغفار الحديث عن مدينة الأسكندرية بأعتبارها أهم مدن التواصل الحضاري بين مصر و اليونان . و في البداية عرضت الدكتورة سماح عبدالغفار تاريخ إنشاء الأسكندرية و أهم المعالم و الأثار اليونانية بها حيث أسسها الاسكندر الأكبر بينما كان في زيارة لمعبد الإله آمون و أعجب بقرية راقودة فقرر بناء مدينة تحمل أسمه و لتكون الأسكندرية نقطة وصل بين مصر و اليونان . وتابعت عرض أهم الأثار اليونانيه في مصر وكان أولها المتحف اليوناني الروماني الذي يحتوي علي تشكيلة واسعة من الأثار التي عثر عليها في الإسكندرية و كذلك النادي البحري اليوناني بالاسكندريه و المستشفي اليوناني و غيرها من المعالم التي بدتدل علي الوجود الحضاري اليوناني بمصر . و ذكرت الدكتورة سماح عبدالغفار خلال الورشة أهم الشخصيات اليونانية التي عاشت في الأسكندرية و كيف تأثرت شخصياتهم اليونانية بالمجتمع المصري ومن أبرزهم في مجال الفن "الفنان جورج يوردانيدس" و كذلك الموسيقار " اندريا رايدر" و الذي يعد من أبرز الشخصيات تأثيرا في الموسيقي العربية .أما في مجال الأدب والشعر فنجد الشاعر اليوناني المتمصر قسطنطين كڤافيس والذي يعد أكثر الشعراء تأثرا بالأسكندرية و العديد من أعماله تؤكد حبه و تأثره العميق بها . وكذلك ستراتيس تسيركاس الروائي اليوناني صاحب رواية الثلاثية مدن جامحة وهي الثالثة التي صور فيها أحداث الشرق الأوسط . وأوضحت عبد الغفار خلال عرضها للتاريخ اليوناني داخل الأسكندرية أهم العائلات اليونانية التي عاشت في ربوع مدينة الأسكندرية ومنها عائلة بيانكي التي اشتهرت بالفنون والتجارة والسياسة. و علقت كيرة علي الوجود المصري في الشخصية اليونانية متسائلة عن وجود شخصيات مصرية بارزة في المجتمع اليوناني و هو ما أكدته عبدالغفار. وأضافت الدكتورة سماح عبد الغفار أن الجاليه اليونانية بالأسكندرية هي الأكبر علي الاطلاق و ذكرت الموقف التاريخي اليونانيين خلال ثورة ١٩١٩ واستشهاد عدد منهم في أحداث الثورة وحصول أغلبهم علي الجنسية المصرية و العكس بالاتفاق مع الرئيس الراحل أنور السادات و نظيره اليوناني . ومن ثم أضافت كيرة أن تبادل الجنسيات الذي تم من عقود خير دليل علي قوة العلاقات المصرية اليونانية ومدي توافق الشخصية المصرية و اليونانية وهي حادثة انفردت بها اليونان دون الدول الأوروبية. ولم يتوقف التواصل الحضاري المصري اليوناني عند هذا الحد علي العكس فتعتبر الأسكندرية بلد ثاني بالنسبة لليونانيين القائمين بها وكثير منهم فضلوا الاستقرار بالأسكندرية و إقامة استثماراتهم لتعزيز التعاون اليوناني المصري