الربط الكهربي والطاقة بين مصر قبرص واليونان اليونان تعترف بفضل مصر وقبرص تحذر من خطر تركيا في شرق المتوسط

 

اليونان وقبرص ومصر في أثينا للمشاركة في القمة الثلاثية

 

إنجازات متتالية تحققها مصر، وفي كل خطوة يخطوها الرئيس عبد الفتاح السيسي، يثبت فيها أن مصر باتت هي صاحبة الريادة في المنطقة ككل، وأنها حائط الصد المواجه لأي تطرف أو إرهاب أيا كان مصدره.

 

 كتبت: عواطف الوصيف

 

ربط كهربائي

وقعت مصر في أقل من اسبوع اتفاقيتين متتابعتين للربط الكهربائي، كانت الأولى قبل أيام مع اليونان أما الثانية تمت مع قبرص السبت الماضي.

وأجرى وزير الكهرباء محمد شاكر زيارة إلى قبرص خلال يومي 15 و16 أكتوبر الجاري، ووقتها وقع مذكرة تفاهم بين وزارته ووزارة الطاقة والتجارة والصناعة بقبرص، والهدف هو دراسة إنشاء مشروع الربط الكهربائي بين البلدين

والهدف الرئيسي من هذه الخطوات هو تحسين أمن الإمداد بالطاقة، وإنشاء خطوط لنقل كميات ضخمة من الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة المتجددة.

ويستلزم الإلتفات إلى أن الربط الكهربائي بين شمال وجنوب المتوسط سيساعد على استيعاب القدرات الكهربائية الضخمة التي سيتم توليدها من الطاقات النظيفة التي تزخر بها القارة الإفريقية.

 

مصر واليونان

وتم توقيع مذكرة التفاهم بين مصر وقبرص، بعد مرور أيام قليلة من توقيع أتفاقية مماثلة مع اليونان، كان الهدف منها هو إنشاء مشروع ربط كهربائي عن طريق كابل بحري، لعمل ربط مباشر لتبادل الكهرباء بين البلدين إلى السوق الموحد للاتحاد الأوروبي.

 

قمة ثلاثية

واكتمالا للإنجازات التي تسعى لها مصر تحت ريادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقدت اليوم الثلاثاء، فعاليات القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، في جولتها التاسعة بأثينا، وجاء ذلك في إطار آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث التي أنطلقت عام 2014.

وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي عن الهدف أن قمة أثينا تأتي بناءا على ما تحقق خلال القمم الثماني السابقة، موضحا أن من خلالها سيتم تقييم التطور في مختلف المجالات في الدول الثلاث، مشيرا إلى العمل على تقييم المشروعات الجاري تنفيذها.

وبحسب راضي فإن هذه القمة تأتي في  إطار تعزيز العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى دعم وتعميق التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط.

 

كلمة الرئيس السيسي

وخلال مشاركته في القمة الثلاثية مع رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، والتي عقدت فعالياتها في العاصمة اليونانية أثينا، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة ليكشف بها دور مصر الحالي في المنطقة وموقفه من الخطوات التي تتم ومن التعاون مع قبرص واليونان.

وقال الرئيس السيسي، خلال كلمته في القمة الثلاثية: “صديقي العزيز الرئيس كيرياكوس، رئيس وزراء جمهورية اليونان، صديقي العزيز الرئيس نيكوس رئيس جمهورية قبرص، يغمرني شعور متجدد بالسرور كلما تواجدت على أرض هذا البلد الصديق، الذي لا يخفى عليكم ما يجمعه بالشعب المصري من إرث حضاري عريق وروابط تاريخية مشتركة على مر العصور والأزمنة، وأتوجه بعميق الشكر للرئيس كيرياكوس، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فإنني على ثقة تامة من إدارتكم الحكيمة لفعاليات هذا الاجتماع التاسع لآلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص”.

وأضاف : “اسمحوا لي أن أستهل كلمتي بالتنويه اللازم إلى اعتزازنا الكبير بما حققته آلية التعاون الثلاثي بين بلادنا حتى الآن، حيث نجحت شراكتنا منذ تدشينها قبل نحو 8 أعوام في تكريس أهمية التشاور الدوري والتنسيق الوثيق بيننا بشأن الملفات الإقليمية والدولية التي تؤثر على بلداننا وشعوب المنطقة كافة، وعكست كذلك التزاما متبادلا بتمكين هذا النسق من التعاون من ترجمة تحركاته السياسية والدبلوماسية إلى حزمة من المشروعات المثمرة على أرض الواقع، وفي مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية”.

 

التحديات الصعبة أظهرت قدرة واستعداد مصر وقبرص واليونان لدعم بعضهم في المواقف الصعبة

وتابع: “وإضافة لذلك، شهدت الآونة الأخيرة تحديات وأزمات طارئة مثل حرائق الغابات، وقبلها جائحة كورونا، التي تسببت في تحديات صحية واقتصادية صعبة، أظهرت كلها استعداد الدول الثلاث لدعم بعضها البعض في المواقف الصعبة، واسمحوا لي في هذا السياق أن أتقدم بخالص الشكر لشركائنا اليونانيين والقبارصة على تقديم شحنات التطعيمات ضد فيروس كورونا، دعما للجهود المصرية لمواجهة الجائحة، وإعلاءً لقيم التضامن بين الأصدقاء في وقت الشدة”.

واستكمل الرئيس حديثه قائلا: ” الإخوة الأعزاء، على مدار الأعوام القليلة الماضية؛ أسهمت آلية التعاون الثلاثي في الاتفاق على مشروعات للتعاون في قطاعات الطاقة والسياحة والنقل والزراعة وغيرها، كما أنّ ثمة آفاقٍ واعدة لتعزيز روابط التعاون بين دولنا الثلاث في عدد آخر من القطاعات الحيوية كالسياحة والبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي، ننطلق فيها استنادا إلى حرصنا المتبادل على الاستفادة القصوى من إمكاناتنا ومواردنا التي تؤهلنا لتحقيق تطلعات شعوبنا نحو مزيد من الرفاهية والرخاء”.

 

سعادة الرئيس السيسي

وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته بأنه شاهدا على توقيع الاتفاق الثلاثي بين الدول الثلاث في مجال الربط الكهربائي، قائلا : “بالنظر لما توليه مصر من اهتمام خاص بتعزيز التعاون بين دولنا الثلاث في مجالات الطاقة سواءً بشقها التقليدي أو ارتباطا بمصادرها المتجددة، فإنّه من دواعي سعادتي الشخصية أن أكون شاهدا معكم اليوم على توقيع الاتفاق الثلاثي في مجال الربط الكهربائي للبناء على ما جرى منذ أيام بإبرام اتفاقيتيّن ثنائيتيّن لربط الشبكة الكهربائية في مصر مع اليونان وقبرص على المستوى الثنائي، الأمر الذي نعتبره بمثابة خطوة تمهيدية تقربنا للهدف المشترك الذي نطمح إليه، ألا وهو الربط الكهربائي لاحقا مع بقية أرجاء القارة الأوروبية”.

وأكمل الرئيس: “لعلّه من المهم أن نعمل سويا للبناء على هذه الخطوة الأوّلية بهدف إيجاد زخم مواز فيما يتصل بمسعى إنشاء خط أنابيب بحري لنقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت القبرصي إلى محطتيّ الإسالة المصريتيّن بدمياط وإدكو، تمهيدا لتوريد الغاز المُسال من مصر إلى اليونان، ومنها لاحقا إلى كثير من دول أوروبا، الأمر الذي يتسق مع الطموحات المنشودة من تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط بوصفه كيانا نُعوّل عليه من أجل حسن التخطيط لمشروعات التعاون الإقليمي، وتعظيم استفادة الدول الأعضاء وشعوب المنطقة من مخزون الغاز الطبيعي والثروات الهيدروكربونية بالبحر المتوسط، وبما يتسق مع قواعد القانون الدولي ومبدأ احترام سيادة الدول على أقاليمها ومواردها”.

 

بعد خطاب الرئيس السيسي في اخر كلامه قبل تصريحات الرئيس القبرصي واليوناني

 

الدعم المصري لقبرص

وأكد الرئيس السيسي على أن مصر من المهم أن تقدم الدعم الشامل والكلي لإيجاد حل للقضية القبرصية، موضحا بالقول: ”  وغنيّ عن البيان، أنه لا يمكن التطرق إلى منطقة شرق المتوسط دون التأكيد في هذا السياق على دعمنا المتجدد لمساعي جمهورية قبرص بهدف إيجاد حل شامل وعادل للقضية القبرصية استنادا لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن ذات الصلة، وعلى نحو يؤدي إلى إعادة توحيد شطريّ الجزيرة، مع التأكيد على أهمية التزام الأطراف المعنية بعدم انتهاك المياه الإقليمية أو المجال الجوي سواءً لجمهورية قبرص أو لجمهورية اليونان”.

 

نهر النيل وخطر سد النهضة

وفيما يتعلق بأزمة سد النهضة، والخطر الذي قد يحل بحصة مصر من مياه نهر النيل قال الرئيس السيسي : “الصديقان العزيزان، اجتماعنا اليوم فرصة مناسبة كي أعاود التشديد على ما توليه مصر من أولوية قصوى لمسألة الأمن المائي وحقوقنا في مياه نهر النيل، باعتبارها قضية مصيرية تستوجب بذل الجهود الممكنة للتوصل لاتفاق قانوني مُلزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي. وسيسعدني خلال مداولاتنا أن أطلعكم بالتفصيل على آخر مساعينا للوصول لحل عادل لهذه القضية في مواجهة التعنت غير المبرر أو المفهوم أو المقبول، من الأشقاء في إثيوبيا.”

 

القضية الفلسطينية والملف الليبي والوضع في سوريا ودعم لبنان

وقال الرئيس السيسي: “أتطلع كذلك لما سيشهده اجتماع اليوم من استئناف لنقاشنا المتواصل حول ملفات مهمة ذات تماس مباشر مع أمننا القومي، ولها تأثير كبير على مجمل حالة الاستقرار في جوارنا الإقليمي المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والملف الليبي والوضع في سوريا وسبل دعم لبنان الشقيق، ونؤكد أنّ تبادلنا الدوري والمنتظم للرأي والتنسيق الوثيق لمواقفنا إزاء هذه القضايا وغيرها مما يرتبط باستقرار المنطقة، يمثل أحد الأعمدة الأساسية لشراكتنا الثلاثية الناجحة”.

 

تناغم مصري أوروبي

 والفتت الرئيس السيسي إلى أن مذكرات التفاهم الأخيرة سوف تساعد على التناغم أكثر بين مصر ودول أوروبا، قائلا حيال هذا الشأن : “الشركاء الأعزاء، نعتبر شراكتنا الثلاثية بمثابة جسر من التفاهم والتناغم عبر ضفتي المتوسط، وبين مصر والقارة الأوروبية، ومن هذا المنطلق، فإنّ مصر تعول على شركائها اليونانيين والقبارصة لدعم رؤيتها وشرح مواقفها في الإطار الأوسع للاتحاد الأوروبي، ترسيخا وتعميقا للشراكة المصرية الأوروبية، التي تقوم على التوازن والاحترام والمنفعة المتبادلة. وفي هذا الصدد، سيسعدني خلال مداولاتنا أن أستعرض معكم الخطوات المهمة التي قامت بها مصر في ملف حقوق الإنسان بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سبتمبر الماضي، فضلا عن بحث سبل إطلاع شركائنا الأوروبيين على هذه التطورات المهمة، بحيث تتضح جدية مساعي الدولة المصرية لإعلاء حقوق وكرامة مواطنيها من منظور شامل”.

 

تطلع مصري

وأختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالكشف عن ما تتطلع له مصر، وهو أن تكون هي الدول المستضيفة للاجتماع العاشر لآلية التعاون الثلاثي العام المقبل، قائلا :  “اسمحوا لي أن أعبر عن سعادتي مجددا بلقائكما اليوم في أثينا، ولا يسعني إلا أن أتقدم لكما  صديقي العزيزيّن بخالص الشكر على قناعتكما الصادقة بأهمية التعاون بين دولنا، ومن ثم بأهمية الانطلاق بآلية التعاون الثلاثي إلى آفاق أرحب في إطار الانفتاح والحرص المتبادل على تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره. وإنني إذ أؤكد مجددا تطلعي لتبادل مفيد وبناء للرؤى بيننا في الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماعنا اليوم، فلا يفوتني التأكيد في هذا السياق على تطلُعنا لاستضافة الاجتماع العاشر لآلية التعاون الثلاثي خلال العام المقبل، واستقبالكم جميعا ضيوفا أعزاء في مصر”.

 

اليونان تعترف بفضل مصر

 من جانبه حرص رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، على توجيه كلمة خلال القمة الثلاثية التي عقدت بأثينا، كانت اعتراف منه بفضل مصر، حيث أكد أن مصر تقوم بدور محورى فى نقل وتوزيع مصادر الطاقة، مؤكدا أنها بلد قادر على أن يكون موردا أساسيا للطاقة.

وبحسب رئيس وزراء اليونان فإن مواقف الدول الثلاث متطابقة إزاء قضايا المنطقة، قائلا:”واجب علينا أن نشيد بموقف مصر فى التعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية”.

 

اهتمام يوناني بليبيا

وأكد كيرياكوس حرص بلاده على أن تكون كلا من مصر وقبرص واليونان مصدرا للطاقة، موضحا أن هناك تبادل أفكار بينهم حول الأوضاع الجارية في ليبيا، منوها أن إجراء الانتخابات الليبية في ديسمبر المقبل، يعد ضرورة قصوى لإحلال الاستقرار.

 

انتهاكات تركيا

وجاء دور الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ليوجه كلمة هي في حقيقتها رسالة ضمنية للكشف عن الخطر الذي يحيط بالمنطقة، حيث أكد أن تركيا مستمرة في الاعتداء على اتفاقية البحار، وأنها تصر على مواصلة عملياتها الاستفزازية في البحر المتوسط.

وأضاف أناستاسيادس، أنه لا يمكن إجراء حوار مع تركيا إلا إذا اعترفت الأخيرة بحقوق قبرص، داعيا إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة التي تساعد على احترام القانون الدولي وسيادة دول الجوار.

 

توافق قبرصي مصري يوناني

واختتم الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس بالتأكيد على أن قبرص تتوافق مع مصر واليونان للتصدي للتحديات المشتركة بين الدول الثلاث ومكافحة الإرهاب.