“معرض بني غازي الدولي”.. سلاح قبرص للإزدهار السياحي وإنفراجة اقتصادية على العالم

 

 

 

قررت ليبيا أن تتحرر من القيود التي فرضت عليها بسبب الحروب والأزمات التي تعرضت لها خلال الأونة الأخيرة، وبدأت خطوات ستجعلها بوابة للإزدهار الاقتصادي في دول الشرق وأوروبا أيضا.

 

وكلمة السر هي “معرض بني غازي الدولي”، الذي سيكون بداية تحقيق رخاءا كبيرا على المستويين الاقتصادي والسياسي على المدى الطويل، ليس فقط في ليبيا، وإنما سيعود بالفائدة على الدول المجاورة لها، وعلى أمريكا ودول أوروبا أيضا، وخلال السطور المقبلة نكشف حل اللغز.

 

كتبت: عواطف الوصيف

 

خطوة جديدة

أفتتح الخميس الماضي معرض بنغازي الدولي للصناعات والمُنتجات 2021 ، وجاء ذلك برعاية بلدية بنغازي، وبحضور عضو المجلس التسييري للبلدية أحمد فرج الطيرة ومدير التوجية المعنوي بالقوات المسلحة العربية الليبية اللواء خالد المحجوب ومراقب الإقتصاد بنغازي جمعة الرقاص ومدير معرض بنغازي الدولي سليمان البرعصي وقناصل دول إيطاليا واليونان ومصر وفلسطين وعدد من مدراء الشركات ورجال الأعمال  .

وقررت العديد من الدول العربية دعم هذه الخطوة الرائدة من خلال شركاتهان حيث من المقرر أن تشارك في المعرض، شركات ليبية وجزائرية ومصرية وتونسية عاملة في المجالات الصناعة ومواد البناء والمواد الغذائية إضافة إلى مجال السياحية .

 

ومن المقرر أن يستمر المعرض في الفترة من 28 أكتوبر وحتى 6 نوفمبر الجاري، والهدف الرئيسي منه هو تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية في بني غازي الليبية.

 

 

 

موقف القطاع الخاص

جدير بالذكر أن  الهيئة العامة للمعاض بليبيا هي المؤسسة لإتمام فعاليات معرض بني غازي الدولي، الذي يعد خطوة رئيسية سيتفاد منها الاقتصاد الليبي الخاص، الذي من خلال هذه الخطوة سيعمل على إتمام شراكات عديدة مع الاقتصاد الخاص التابع للدول المجاورة لليبيا، مما سيعود بالنفع على ليبيا اقتصاديا وسياسيا بعد فترة طويلة من الحروب والأزمات.

من جانبها أفادت رئيس اللجنة التنظيمية لمعرض بني غازي الدولي فاطمة المريمي، أن أولى الشركات التي حرصت على المشاركة، عبارة عن شركات جزائرية، لكن شيئا فشيئا شاركت شركات تابعة للسويد واليونان والولايات المتحدة الأمريكية.

وأعربت فاطمة عن سعادتها وفخرها بهذه الخطوة، خاصة وأنها تتم وسط صعوبات ترسخت في البلاد بسبب الحروب والدمار، على حد قولها، مشيرة إلى أن كل شيء حدث بمشاركة بلدية بني غازي.

 

فاطمة المريمي رئيس اللجنة التنظيمية لمعرض بني غازي الدولي

 

دول الجوار

وقالت المريمي إن هذه أول مرة منذ عقود يتم إتمام فيها خطوة كهذه في البلاد، موضحة أنها أنجزب بفضل مشاركة دول الجوار الليبي، التي تلعب دورا هاما في تحقيق الاستقرار الليبي.

وأكد حسن زكي رئيس مجلس إدارة شركة ايجيبت جيت المصرية، بني غازي فخر لليبيا، ودليل على بداية الاستقرار الأمني والاقتصادي في البلاد، منوها أنه حان الوقت ليقوم الاقتصاد الخاص المصري بدوره وهو دعم الاشقاء الليبين لتحقيق الإعمار بعد ما مرت به البلاد من دمار وحروب.

ونوه زكي أن هذه الخطوة دليل على الترابط بين الشعبين المصري والليبي من الناحية الحضارية وليس السياسية فقط.

ومن المتوقع أن تساعد هذه الخطوة على خلق فرص عمل جديدة في مختلف المجالات لجميع الفئات من الشباب داخل ليبيا.

 

حسن زكي رئيس مجلس إدارة شركة ايجيبت جيت المصرية

 

وتفتح الدول المشاركة في المعرض بابا من التساؤلات في إجاباتها سيتضح أهم التبعات الاقتصادية التي ستعود على ليبيا والدول الأخرى المشاركة في معرض”بني غازي الدولي”.

 

فرصة تسويق

حرص الدكتور كريم العمدة الخبير الاقتصادي على التأكيد بأن معرض “بني غازي الدولي” تم إتمامه من قبل عام 2019، موضحا أن هذا النوع من المعارض تمنح فرص لتسويق المنتجات التي تصنع داخل ليبيا، وهي أيضا تعمل على تسويق الفرص الاستثمارية.

وأشار العمدة في تحليل تفصيلي للمركز الأوروبي الشمال الإفريقي للدراسات إلى أنه من المتوقع أن يشارك عدد كبير من الشركات في هذا المعرض، وأغلب هذه الشركات سوف تنتمي للدول المجاورة لليبيا تحديدا التي تتمتع باستقرار داخلي أمثال : “مصر والمغرب وتونس وغيرهم”، منوها أن أمثال هذه الدول سوف تزود ليبيا بإحتياجاتها.

 

الدكتور كريم العمدة خبير الاقتصادي

 

فائدة مصرية ليبية

وألتفت كريم العمدة  لشركة “إيجيبت جيت” المصرية الخاصة، منوها أنها شركة متخصصة في  اتوبيسات نقل للركاب، مضيفا أن مصر وقعت بروتوكولات مع ليبيا، وعادت حركة العمالة بين البلدين وبالتالي حركة التنقلات سوف تزيد وسيكون من الضروري أن تستمر خطوط النقل بين البلدين، وليس بين مصر وليبيا فقط، فمن المتوقع أن تزيد حركة التنقلات في الداخل الليبي نفسه بين سرت وبني غازي وطرابلس من البلدان الليبية.

وأوضح العمدة أن ليبيا خلال المرحلة الراهنة وفي ظل المحاولات للخروج من تبعات الأزمات التي تسببت فيها الحروب الماضية تحتاج بشدة إلى مواد للتشييد والبناء، حيث الحديد والأسمنت ومواد كيماوية علاوة على قطاعات السيراميك وغيرهم، ومصر بها خير الشركات المتخصصة في مثل هذه المواد.

 

قبرص واليونان

وفي الانتقال لنقطة قبرص واليونان وحرصهما على المشاركة في معرض بني غازي الدولي، قال الدكتور كريم العمدة إن الميناء اليوناني يقع موقعه الجغرافي أمام ليبيا، موضحا أن من خلال هذا المعرض سيكون هناك تعاون بين البلدين في مجال الطاقة والبترول والغاز الطبيعي، كما اليونان من أكبر الدول في العالم التي تمتلك أسطول تجاري، ومن الممكن أن يكون هناك خطوط ملاحية بين ليبيا وموانيء اليونان، كما أنه من الممكن أن يقوم الليبين برحلات سياحية في موانيء وجزر اليونان أي أن ليبيا ستساعد على إدخال عائد مادي على اليونان من خلال تنشيط السياحة اليونانية.

وفيما يتعلق بقبرص، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة أن قبرص دولة صغيرة صناعيا، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك تعاون بينها وبين ليبيا، حيث أن تستفيد هي العائد المادي حيث تنشيط السياحة داخلها بسبب الليبين الذين سيعملون على عمل زيارات ورحلات داخلها.

 

الإيرادات البترولية الليبية

وأكد العمدة أنه من المتوقع أن تشهد ليبيا خلال المرحلة المقبل زيادة كبيرة في الإيرادات البترولية، لأن الطاقة الإنتاجية تعمل هناك بشكل كبير ومكثف، ويأتي ذلك بالتزامن مع زيادة أسعار البترول، ومن المتوقع أن تصل قيمة الإيرادات البترولية في ليبيا خلال العام الواحد أكثر من 25 مليار دولار.

وقبل الختام حرصت على التطرق مع الخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة لمشاركة شركات تابعة للولايات المتحدة الأمريكية والسويد في المعرض، ومدى الفائدة التي من المتوقع أن تعود عليهم، وأوضح المعلم أن الفوائد التي ستعود عليهم تتعلق بمجالات الطاقة والبترول والغاز الطبيعي، موضحا أن الشركات الأمريكية ستحرص أيضا على عمل مشاريع محطات كهربا ومحطات تحلية مياه ومشاريع تكنولوجية عالية، علاوة على تصدير سيارات وأجهزة متعددة للسوق الليبي، مؤكدا أنه من المتوقع جدا أن يكون هناك اتفاقيات ثنائية على أسلحة أيضا.