محمد عبد الكريم : الفقر تسبب في نشر الإرهاب بإفريقيا والأتحاد الأوروبي لا يقم بدوره اللازم
كتبت: عواطف الوصيف
بات واضحا للعالم أجمع أن خطر الإرهاب توحش وبات من الصعب مواجهته في قارة إفريقيا، وخير وسيلة لمواجهة هذه الآفة هو القضاء على الإتصال الجغرافي بين ممثلي هذه الجماعات المتطرفة، خاصة في ظل تقصير أمريكا والأمم المتحدة في حل هذه الأزمة الخطيرة.
الجماعات المتطرفة في إفريقيا
أستهل الدكتور محمد عبد الكريم الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية ومنسق أبحاث وحدة إفريقيا بمعهد الدراسات المستقبلية ببيروت في الحلقة النقاشية التي أجراها المركز الأوروبي الشمال الإفريقي للبحوث عبر الإنترنت أن خريطة الجماعات المتطرفة في إفريقيا باتت متوسعة وبات هناك توحش في صحراء إفريقيا وهناك انتشار في الصومال، ووقعت حوادث مؤخرا وتبنتها الجماعات الإرهابية منها الإعتداء على مراكز للشرطة في أوغندا.
وأكد أن هناك اتصال جغرافي كبير بين الجماعات المتطرفة في صحراء إفريقيا بشكل كبير، مشيرا إلى أن التغير في الخريطة يتطلب أن يكون هناك جدية أكبر في مواجهة الجماعات الإرهابية والمتطرفة، والعوامل الإقتصادية والسياسية سبب رئيسي في إنتشار ظاهرة الإرهاب وتقويته وتقوية قياداته.
الفقر وإنعدام الديمقراطية
وسالت الدكتورة سارة الدكتور محمد عبد الكريم وهو :” هل الفقر وعدم ممارسة الديمقراطية في بعض الدول التي تقع في إفريقيا هو السبب وراء انتشار الإرهاب أم بسبب وجود موارد مستغلة بشكل خاطيء، فهل الأزمة تتعلق بالموارد أم بطريقة أتباع السياسات خاصة في قارة إفريقيا؟”
ورد عبد الكريم بأن خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول ظاهرة الإرهاب في إفريقيا، فيه الإجابة الحقيقية فقد تناول عدة زوايا، وقدم أدلة تؤكد أن جماعات الإرهابية القوية منتشرة في المناطق والدول الإفريقية الفقيرة، موضحا أن شركاء التنمية في أمريكا والاتحاد الأوروبي لا يتبعوا أسلوب ناجح في مواجهة الجماعات المتطرفة في المناطق الفقيرة في إفريقيا
وبحسب عبد الكريم فإن الحكومة البريطانية لا تواجه آفة الإرهاب في إفريقيا بشكل جيد، فقد تبين أن الحكومة البريطانية قدمت مساعدات للحكومة اليمنية، لكن ثبت أنها عبارة عن مخصصات موجهة للجماعات المتطرفة وهناك تحقيقات تجرى لمعرفة حقيقة الأمر.
الخطر في شمال إفريقيا
وأفاد عبد الكريم أن هناك في شمال نيجريا ارتفاع كبير للفقر والأزمات الاقتصادية الأخرى خاصة في ظل القيادة الحاكمة حاليا، ولا يوجد أي حلول جذرية لمواجهة هذه الأزمات، كما أنه لا يتم أتباع أي حركات تنموية مما يزيد من حدة الإرهاب والتطرف.
وأكد الدكتور محمد عبد الكريم أن الجماعات المتطرفة تغير من نفسها، ففي الكونغو واوغندا تحاول تقديم خدمات للمواطنين، لمواجهة سبل العيش ومواجهة الفقر حتى يتمكنوا أن يتوغلوا بين الناس، مع زعزعة مكانة الدولة والحكومة في عيون الشعب.
وسالت كيره: ” هل الجماعات المتطرفة مع إعادة انتشارها في إفريقيا تستخدم تكتيكات قديمة في مجتمعات لم تتعرف بعد على الجماعات المتطرفة مما سيساعدهم على تحقيق أضرار أكثر؟”
الإتصال الجغرافي
وقال عبد الكريم أنه أولا لابد من الإلتفات بأن المشكلة تكمن في وجود اتصال جغرافي بين الجماعات المتطرفة من شرق إفريقيا وحتى الغرب وداعش يعلن مسؤوليته عن أغلب الهجمات التي تحدث في هذه المنطقة وهذا مؤشر خطير جدا جدا، لأن عولمة الصراعات بين الجماعات المتطرفة المختلفة، يؤكد توسع الأنشطة الإرهابية في العديد من الدول في قارة إفريقيا مثل نيجريا ومالي وتشاد.
ويرى عبد الكريم أن هناك احتمالات أن تنشط الجماعات المتطرفة في إثيوبيا بصورة سريعة جدا بسبب صراع القبائل، فلابد من أتباع سياسة أكثر ترشيدا وبصورة حازمة، مع مواجهة الأزمات وأن يكون هناك عدالة أجتماعية .