سارة كيره: مصر غيرت سياسة أوروبا تجاه دول الجوار
كتبت عواطف الوصيف
أفادت الدكتورة سارة كيره المتخصصة في الشؤون الدولية ورئيس المركز الأوروبي الشمال إفريقي للبحوث في لقاء أجرته ببرنامج “مساء الخير” على قناة “مي سات” مع الإعلامي “إيهاب صبحي”، أن المصالح المشتركة هي دائما التي تكون حاكمة في العلاقات والشراكات الدولية بشكل عام، مشيرة إلى أن طبيعة العلاقات بين أوروبا وإفريقيا تحديدا يمكن أن توصف بأنها تاريخية.
وأضافت كيره أن جميع دول أوروبا واجهوا معاناة بسبب الأزمات الإقتصادية المتتالية وما خلفته ورائها الهجرة غير الشرعية، ومصر تعد من الدول التي ساهمت في تغير نظرة أوروبا حيال دول الجوار، فبعد أن كانت دول أوروبا تعمل فقط على مساعدة دول قارة إفريقيا بالمساعدات المادية والإنسانية، أصبحت الآن وبفضل النهج المصري تفكر في جعل القارة السمراء بوابتها لتوسيع أسواقها واستثماراتها الإقتصادية.
حقبة الاستعمار الأوروبي
وأعربت كيره عن كامل احترامها للرؤية التي تركز على أن أوروبا يستوجب عليها تعويض قارة إفريقيا عن الحقبة التي استعمرتها فيها، لكنها تعتبر هذا المنطق قديم نوعا ما، وذلك لأن طبيعة العلاقات التعاونية في مختلف المجالات الآن هي التي تفرض نفسها، وليس التفكير في التبعات التي خلفها ورائه الاستعمار.
وأكدت دكتورة سارة أنه يستوجب على دول أوروبا تقديم المزيد من الدعم لدول قارة إفريقيا على المستويين السياسي والإقتصادي، فالسياسة من الصعب أن تنجح دون الإقتصاد والعكس صحيح، ولتأكيد رؤيتها قدمت الهجرة غير الشرعية كمثال، حيث أوضحت أن ملف الهجرة غير الشرعية وهو ملف سياسي بحت، قد أدى إلى أزمات إقتصادية وعبء مادي لا تزال أوروبا تعاني منه حتى الآن، لكن على الرغم من أن أوروبا يستوجب عليها تقديم مزيدا من الدعم، فهي لا تزال قارة عجوز، ولذلك القرارات التي يستوجب اتخاذها لمساعدة قارة إفريقيا تختلف وقد تتأخر أيضا.
اتخاذ القرار الأوروبي
وأفادت كيره أنه على الرغم من أن آلية أتخاذ القرار في الأتحاد الأوروبي صعبة فيما بين دول الأعضاء، لكن هناك دول محددة قادرة على تصدر المشهد، فعلى سبيل المثال، نجد إيطاليا تفرض رؤيتها حيال طبيعة الأوضاع في ليبيا، ألمانيا هي التي تحدد سبل مواجهة أزمة المهاجرين.
وترى سارة كيره أن أوروبا فوجئت بصدمة قوية في سياستها الخارجية منذ عام 2011، منوهة أن جميع الباحثين السياسيين في أوروبا يروا ضرورة إعادة النظر والدراسة في السياسات الإقليمية والخارجية التي تتبعها أوروبا، لذلك يمكن القول بأن المرحلة الراهنة تعد إعادة تأسيس للتعاون الإقليمي بين أوروبا وإفريقيا، ولأن دائما ما تتغلب المصالح المشتركة، فإن شكل التعاون بين الدول سيكون أكثر مما مضى وبصورة أفضل، وذات طابع إقتصادي، وهذا ما تريده أوروبا لأنها تسعى إلى تخطي حزمة الأزمات الاقتصادية التي تعرضت لها وتركت تبعات قوية منذ 2008، إذن وللتأكيد وللتوضيح أكثر العلاقات بين أوروبا وإفريقيا ستكون بناءا على مبدأ “هات وخد”، فكلاهما في حاجة إلى النمو.