سارة كيره: روسيا تعي جيدا متطلبات اقتصاد أوروبا ودخول واشنطن في حرب أمر مستبعد
كتبت: عواطف الوصيف
بدأت حول الأزمة الأوكرانية، وتشهد أخر التطورات الآن منعطف يمكن أن يوصف بالتاريخي، فقد أبتعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سياسة التهديدات النارية أو التلويح، فلم يكتف بالإعتراف باستقلال المناطق الإنفصالية التي تقع في منطقة شرق أوكرانيا، فقد بدأ بالفعل بتحرك بري بمنطقة دونباس، وسوف تسجل المرحلة المقبلة تطورات خطيرة.
وحيال القضية الأوكرانية فتحت قناة “مونت كارلو” الفرنسية بابا للنقاش كمحاولة لمعرفة أخر المستجدات المتوقعة مع نخبة مع كبار المتخصصين، في حلقة جديدة من “برنامج خاص” مع الإعلامية “سعدة الصابري”.
وحرصت الصابري للكشف عن أخر التطورات المتوقعة خلال المرحلة المقبلة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا على استشارة كلا من: ” الدكتور رامي القليوبي أستاذ في كلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو و الدكتور فراس مصطفى أستاذ القانون الدولي والدبلوماسي العراقي السابق و الدكتورة بدرة قعلول أستاذة علم الاجتماع العسكري رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس و الدكتورة سارة كيره الباحثة المتخصصة في الشؤون الدولية ورئيس المركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات”.
الاقتصاد الأوروبي
وحينما أعربت الدكتورة سارة كيره الباحثة المتخصصة في الشؤون الدولية ورئيس المركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات، عن رؤيتها عبر مشاركتها في حلقة النقاش التي أديرت، فقد أوضحت أن روسيا تعي جيدا بأن الإقتصاد الأوروبي في حاجة إلى نمو أكثر، ولذلك سياسات الاتحاد الأوروبي توجهت شرقا اقتصاديا بضم العديد من الدول التي سبق وكانت أعضاء في الاتحاد السوفيتي.
وأشارت كيره إلى أن أوروبا عملت على ضم دول كانت عضو في الاتحاد السوفيتي سعيا منها لتعزيز نموها الإقتصادي، وكانت روسيا طوال الوقت تراقب هذا المشهد من خلال توجيه نظرة جيوسياسية، حيث أنه بقرب الاتحاد الأوروبي من حدودها الجنوب غربية سيكون الناتو على حدودها مباشرة، لذلك كانت نظرة روسيا لهذه الألاعيب جيوسياسية لضمان وجودها في البحر الأسود.
قلة تقدير أوروبي
وترى سارة أن أوروبا لم تقدر الأزمة جيدا، وكان هناك قلة تقدير أوروبي للقوة والنوايا الروسية مما أدى إلى نشوب هذا الهجوم الروسي العسكري الذي حدث فجر اليوم، مؤكدة أن ما حدث يعد تصعيد لم يكن له مثيل من قبل.
روسيا والاقتصاد العالمي
وبحسب دكتورة سارة كيره، فإن استبعاد روسيا من الاقتصاد العالمي أمر صعب جدا، مشيرة إلى أن فرض العقوبات لم تأتي بثمارها حيث ردع روسيا التي تعمل الآن على فرض سياسة الأمر الواقع وتغير الخريطة الجيوسياسية والإقتصادية لأوكرانيا بم يتوافق مع مصلحتها.
وأضافت كيره أن ما تقوم به روسيا الآن يعد دليل على رغبتها لتقسيم المصالح الاقتصادية وفرض سيطرتها عسكريا على بعض المناطق الأوكرانية، موضحة أنه عند النظر للرئيس الأمريكي جو بايدن سنجد أنه طرح حلا سياسيا بالفعل وهو تقسيم أوكرانيا، ذلك الحل الذي لم يتم التعقيب عليه نهائيا من الجانب الروسي.
الرضوخ الأمريكي
وترى الباحثة سارة كيره أن عدم الرد أو التعقيب الروسي على الحل الذي عرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن، يعد دليلا على أنه سيكون هناك رضوخ أمريكي للغزو الروسي في أوكرانيا، واستبعدت أيضا دخول أمريكا أو أيا من دول أوروبا في حرب عسكرية أو مواجهة ضد روسيا، خاصة وأن هناك أزمات اقتصادية وسياسية في أوروبا بالفعل، كما أن في فرنسا على سبيل المثال، هناك من يمنح روسيا حق التدخل في أوكرانيا، لذلك أي خطوة عسكرية أو تصعيد سيكون له تبعات خطيرة لا داع لها.
تخبط أوروبي
وأفادت دكتورة سارة كيره الباحثة المتخصصة في الشؤون الدولية ورئيس المركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات بأن العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا لم تكن مدروسة جيدا ولم يكن هناك دراسة جدول لها.
وأوضحت كيره أنه عند العودة لبعض الملفات مثل “ليبيا وتونس” فقد شعرت روسيا بالخداع عندما تم ضرب ليبيا من قبل حلف الناتو، وشعرت أيضا بأنها خدعت لأنه لم تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن ضد ضربة الناتو لليبيا، لذلك حدث إنقلاب للموازين للقوانين العالمية للغاز والنفط، وبات هناك صراع على موارد البحر المتوسط من الغاز، مما أسفر على سبيل المثال تشكيل تحالف ثلاثي بين “مصر واليونان وقبرص” لمواجهة تركيا ومخططاتها.
وبحسب كيره فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على مواجهة قطبان وهما الصين وروسيا، فإنها تواجه الصين اقتصاديا وروسيا عسكريا، فالصين تريد فرض سيطرتها على حركة التجارة العالمية وروسيا تريد أن تفرض سيطرتها على ملف الغاز في العالم.
الحقبة التالية
واختتمت الدكتورة سارة كيره، بأن الأيام المقبلة قد تشهد انتشار للقوات الروسية داخل أوكرانيا وستحقق مكاسب على الأرض، موضحة أنه من المتوقع عمل مفاوضات، ولك هو السيناريو الذي سيفرض نفسه، علاوة على ظهور قطبين جديدين، وربما نظام عالمي جديد ومختلف تماما.
المرجع: