جهود الدولة المصرية في مكافحة التطرف الفكري والإرهاب عبر الأبواق الإعلامية المُختلفة

ورقة مُقدمة للمؤتمر العالمي الأول لمركز “سلام” لدراسات التطرف – القاهرة

د/ سارة كيره

مصر 2022

مُقدمة:

 

 يواجه المجتمع الدولي تحدياً في إكمال تعريف مصطلح “الإرهاب”، ومصطلح “التطرف الفكري”، تتبنى كل دولة أجندة خاصة لمكافحة التطرف الفكري والإرهاب وفقاً لتصنيفها الخاص.

وينطبق نفس المنهج على المؤسسات الإعلامية ايضاً، ويتضح ذلك في استخدام المصطلحات الإعلامية المتباينة في تصنيف التطرف الفكري والإرهاب، حسب توجه المؤسسة الإعلامية دولية أو محلية على حد سواء.

وفي ظل هذا التخبط وسط المجتمع الدولي لتعريف الإرهاب، نجحت جمهورية مصر العربية في توضيح وتأطير مفهوم التطرف الفكري والإرهاب عبر عملية وعي إعلامية ورقمية شاملة.

وفي التجربة المصرية في مكافحة الفكر، ترابطت مجهودات وتوجهات الدولة في حربها ضد الإرهاب مع أبواق الاعلام والثقافة المختلفة.

 

 

وفي هذه الورقة سنتناول هذه المحاور:

  • نبذة عن معضلة تعريف الإرهاب فيما بين المجتمع الدولي
  • عرض للمقاربة المصرية في تجربتها لمكافحة الفكر المتطرف من خلال الأعمال الفنية والثقافية.
  • عرض للمقاربة المصرية في تجربتها لمكافحة الفكر المتطرف من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
  • بروباجاندا الإرهاب ومواجهته من قبل الدولة المصرية ومواجهة المفاهيم المغلوطة بالمفاهيم الصحيحة.
  • توصيات المركز الأوروبي الشمال أفريقي للدراسات EUNACR

 

 

نبذة عن معضلة تعريف الإرهاب والفكر المتطرف فيما بين المجتمع الدولي:

يشهد المجتمع الدولي خطراَ بالغاً في مواجهة ظواهر التطرف الفكري والعنف والإرهاب؛ حيث لا يوجد بقعة من بقاع الأرض أو أي دولة في العالم لا يوجد في أجندتها أولوية مكافحة التطرف الفكري، والإرهاب.

وفي مواجهة هذا الخطر، لازال المجتمع الدولي يتجادل في تعريف كلا المصطلحين، حيث تتدخل أجندات القوى السياسية والمالية والإعلامية في سياسات الدول فيما يتعلق بمكافحة كل فكر ينتج عنه عنف.

وفي هذا الصدد، تسعى بعض الهيئات التابعة للأمم المتحدة، مثل مكتب مكافحة المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة، إلى تعريف التطرف الفكري والإرهاب.

 

 

 

 

تأطير الإرهاب وفقاً لل UNDOC:

يأتي تعريف “الإرهاب” وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات على النحو الاتي:

 “على الرغم من عدم وجود اتفاق حالي بشأن تعريف قانوني عالمي للمصطلح، فقد دار بعض الجدل بشأن احتمال وجود تعريف عرفي، على الأقل جزئي، للإرهاب. جاء ذلك في أعقاب الحكم المثير للجدل إلى حد ما الصادر عن المحكمة الخاصة بلبنان في عام 2011، والذي وجد أنه منذ عام 2005 على الأقل، أصبح تعريف “الإرهاب العابر للحدود الوطنية” موجودًا في القانون الدولي العرفي: كما سنرى، فإن عددًا من المعاهدات، وقرارات الأمم المتحدة ، والممارسات التشريعية والقضائية للدول تثبت تشكيل رأي قانوني عام في المجتمع الدولي ، مصحوبًا بممارسة تتفق مع هذا الرأي ، بما يفيد أن القاعدة العرفية القانون الدولي فيما يتعلق بجريمة الإرهاب الدولي ، على الأقل في وقت السلم ، قد ظهر بالفعل. تتطلب هذه القاعدة العرفية العناصر الأساسية الثلاثة التالية: (1) ارتكاب عمل إجرامي (مثل القتل، أو الاختطاف، أو أخذ الرهائن، أو الحرق العمد، وما إلى ذلك)، أو التهديد بارتكاب مثل هذا الفعل؛ (2) نية نشر الخوف بين السكان (مما قد يؤدي بشكل عام إلى خلق خطر عام) أو إجبار سلطة وطنية أو دولية بشكل مباشر أو غير مباشر على اتخاذ إجراء ما أو الامتناع عن اتخاذه؛ (3) عندما ينطوي الفعل على عنصر عبر وطني. (قرار تمهيدي، 2011، فقرة 85)”[1].

 

 

تأطير “التطرف الفكري” وفقاً لل UNDOC:

كما عرف ال UNDOC، اجتهاداً في التوصل لتعريف يتفق عليه المجتمع الدولي، بالنحو الاتي:

“كما هو الحال مع مفهوم “الإرهاب”، لا يوجد تعريف متفق عليه عالميًا لمصطلح “التطرف العنيف”؛ في الواقع، ومربكًا إلى حد ما، يمكن أحيانًا استخدام المصطلحات بالتبادل. ومع ذلك، هناك عدد من التعريفات التي تم تطويرها على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. صدر تقرير حديث لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان حول الممارسات الجيدة والدروس المستفادة حول كيفية مساهمة حماية حقوق الإنسان وتعزيزها في منع التطرف العنيف ومكافحته، في فحص ممارسات الدول الحالية بشأن السياسات والتدابير التي تحكم “التطرف العنيف” (الجمعية العامة، تقرير مجلس حقوق الإنسان A / HRC / 33/29)”[2].

وأدى غياب وجود تعريف مُحدد للفكر المتطرف والإرهاب الي اتخاذ كل دولة لأجندة خاصة لمحاربة التطرف الفكري وفقاً لمصالحها القومية الداخلية.

وتتخذ الدول الأعضاء في المجتمع الدولي قوائم تصنيفية لمن تعتبرهم إرهابيين أو متطرفين فكرياً، وكيفية التعامل معهم بما يتفق مع المصالح البرجماتية للدولة.

 

 

 

وُيرجع الباحثين معضلة تعريف الفكر المتطرف والإرهاب إلى العديد من التساؤلات التي تواجه أعضاء المجتمع الدولي عند تعريف الإرهاب، ومنها:

“تتضمن هذه الأسئلة ما إذا كانت الأعمال لا تعتبر أعمالًا إرهابية إلا إذا كان لها غرض سياسي معين، وما هي الأعمال التي تعتبر ضارة بدرجة كافية ليتم اعتبارها أعمالًا إرهابية، وما إذا كانت الأعمال الإرهابية تتميز بهوية المستهدفين، وما إذا كانت أعمالًا إرهابية تتميز بالأساليب التي يستخدمها الإرهابيون وأهمية هوية الإرهابيين أنفسهم. يدرس مجموعة من التعاريف القانونية عبر الولايات القضائية في ضوء الإطار الذي تم تطويره. ويقال إنه لا يوجد أي احتمال لتعريف ملائم تمامًا للإرهاب: فالتعريف سيكون حتما شاملا بشكل مفرط. هناك عدد من الأسباب التي تفسر ذلك، لكن السبب الرئيسي هو أن المحاكم تفتقر إلى الخبرة اللازمة للتمييز بشكل كافٍ بين المقاومة السياسية المشروعة والإرهاب. يتم استكشاف التوترات التي أوجدتها هذه المشكلة في السوابق القضائية، ليس فقط في القانون الجنائي، ولكن أيضًا في القانون المدني[3]

 

 

 

 

عرض للمقاربة المصرية في تجربتها لمكافحة الفكر المتطرف من خلال الفن والثقافة

تبنت الدولة المصرية ومنذ انتهاء حكم الاخوان لمصر، نهجاً توعوياً ومتنوعاً، على مدار العشر سنوات الماضية، موجهاً للشعب ويُخدم على إرادته في مواجهة المتطرفين.

وأبدعت وتلاحمت الدولة المصرية مع صناع السينما والدراما، من القوى المدنية في هذا المجال تحديداً بهدف مخاطبة الشعب المصري، ولترسيخ مبادئ المواطنة، والاندماج الوطني فيما بين الشعب بمختلف فئاته لمواجهة أخطار الفكر المتطرف الذي تعرض له المجتمع المصري خلال فترات التوتر الداخلي.

واتخذت الدولة المصرية على عاتقها مسئولية الانتهاء من حالة التخبط الفكري السائدة في المجتمع المصري بعد انتهاء فترة حكم الاخوان في مصر من خلال مخاطبة الشعب وسرد التاريخ الحديث للدولة المصرية عبر الاعمال الدرامية المحاكية للواقع الحديث الذي عاصره العديد من فئات الشعب.

” تشهد خريطة الإنتاج الدرامي المصري تحولات جمة وسريعة من خلال إعادة هيكلة سوق الإعلام والدراما والإنتاج الفني، وتعمل بخطًى حثيثة لضمان الـتحول الإيجابي للدراما المصرية، ما أدى إلى فرض شروط جديدة على رجال الأعمال والمستثمرين في سوق الإنتاج الفني، وظهور مؤسسات وشركات إنتاج (إعلام المصريين للتدريب والاستشارات الإعلامية) تدرك طبيعة الدور الملقى عليها من قبل الدولة في معالجها أزماتها وتصيح الماضي والتوعية بالمستقبل. وبالتالي قد يكون منح الغلبة للشركات التي تشارك الدولة في مكافحة العنف والتطرف وإظهار جهود الدولة في هذا الشأن بمثابة فرص حقيقة لتغيير واقع وتأثير القوة الناعمة المصرية ولو على المستوى الداخلي، خاصة وأنها تتحرك من منطلق وطني توعي في إنتاجها أحدث الذي تغيرات جمة في الدراما شكلًا ومضمونًا[4]

 

 

 

مواجهة الفكر بالفكر:

وبدأت الدولة في التعاون في سرد الاحداث السياسية بشفافية وواقعية من خلال العديد من الاعمال الدرامية والفنية والثقافية.

وبالنسبة للأعمال الدرامية، تولت بعض المسلسلات المصرية مهمة تصحيح المفاهيم المغلوطة في الدين لدى المتطرفين، مثل مفهوم “الجهاد” ومعالجته بالتفاسير الدينية الصحيحة للمفهوم والاستدلال بالآيات القرآنية على ذلك.

مثال:

وكمثال على ذلك، عرضت احدى مشاهد مسلسل “الاختيار” حواراً بين ابطال المسلسل وأحدهم يشرح المفهوم الصحيح للجهاد في الدين الإسلامي. وهكذا عملت الدولة المصرية على تصحيح المفاهيم المغلوطة التي قد يحاول بعض المتطرفين الترويج لها ومفهوم “الجهاد” هو احدى ركائز المفاهيم المغلوطة التي يستهدف بها الإرهابيين الشباب.

وبهدف نشر الوعي، تولت اعمال درامية أخرى ملفات دولية ساخنة على ساحة الشرق الأوسط وأوروبا تحديداً، ومن ضمنها ملف نقل المرتزقة من الإرهابيين وسرد المجهود المصري من خلال الأجهزة المعنية في توضيح خطورة الامر على أمن المنطقة وضرورة التعاون مع الدول الأوروبية في هذا الملف، وجاء ذلك في مسلسل “العائدون” لعام 2022.

وتناولت مسلسلات أخرى، والتي عادة تعرض في رمضان، حيث تجتمع العائلات لمشاهدة العديد من المسلسلات، تعديل مفاهيم عديدة أخرى لازمة لمواجهة انتشار الفكر المتطرف في المجتمع المصري، وتوضيحها خلال عملية وعي جمعي باستخدام احدى أدوات القوى الناعمة في مخاطبة الشعوب.

ونجحت الدولة المصرية في رفع مستوى الوعي لدى فئات الشعب المختلفة من خلال تلك الاعمال بمهنية وتقنية عالية وغير مألوفة للمشاهد المصري، مما ساعد على محاربة الفكر المتطرف ونبذه في المجتمع واستزاد من حالة الاندماج بين فئات الشعب المصري. ويعتبر ذلك مواكبة للعصر الحديث من قبل الدولة المصرية خاصة وأن المتطرفين، والإرهابيين يعتمدون بشكل كبير على التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي في تجنيدهم واستقطابهم للشباب العربي عامة.

وتميزت تلك الاعمال الدرامية بالاحتواء على مشاهد تواجه الفكر المتطرف وتخاطبه وتعالجه، وتروي الأحداث الإرهابية التي وقعت في مصر من جانب انساني مما يجعل المشاهد يتفاعل مع التاريخ الحديث المعاصر، ومع المقاتلين البواسل وعوائلهم سواء من أحياء أو شهداء في سبيل الله.

 

 

 

 

استعادة الهوية

كما عملت الدولة مباشرة على الاحتفالات الثقافية التي تُعيد للمواطن المصري هويته والتركيز على الوسطية في الفكر لخلق حالة توعوية بالتاريخ القديم والحديث للدولة المصرية ومقدراتها، بل ولاستعادة رونقها كقوة ناعمة في الوطن العربي من خلال هذا النهج.

وشواهد قيام الدولة بمهمة استعادة هوية المصري هو قيامها بفاعليات وصلت للعالمية مثل “موكب المومياوات المصرية”، والذي أتى بأثار عظيمة على نفسية المصريين وجمعت الآراء والانطباعات بتفاعل قوي وشعور بالفخر لدى المواطن المصري بتاريخه العظيم.

ومن الملاحظ أن الدولة تبنت استراتيجية استخدام القوى الناعمة بما يليق بالشعب المصري وضرورة رفع الوعي وتصحيح المفاهيم للوصول إلى التعايش السلمي والاندماج الوطني، في ظل تخبطات كثيرة يشاهدها الفكر العربي حالياً.

 

 

 

 

عرض للمقاربة المصرية في تجربتها لمكافحة الفكر المتطرف من خلال أبواق إعلامية أخرى، ومواقع التواصل الاجتماعي.

استغلت الدولة المصرية في أجندتها لمكافحة التطرف الفكري والإرهاب طاقات الشباب ومواهبهم المختلفة في مخاطبة أمثالهم من الشباب عبر التطبيقات المختلفة، وظهر ذلك من خلال ظهور العديد من الوجوه الجديدة لمد الشعب المصري من الفئات المستخدمة لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير من المعلومات، والاخبار المحلية، والإقليمية، والعالمية.

كما حرصت الدولة المصرية على التعاون مع الشباب وترك لهم المجال البحثي والإعلامي مفتوحاً حتى يتسنى لهم التعبير عن إرادتهم الحرة. وتوجه بعض الشباب من الجنسين إلى الفضاء التكنولوجي على مواقع التواصل الاجتماعية لعرض محتويات معلوماتية بطريقة عصرية مخاطبة فئة كبيرة من الشعب.

ويعتبر ذلك بمثابة تطور كبير في استراتيجية الدولة المصرية لمواجهة التطرف الفكري والإرهاب بمختلف المقاربات المستحدثة في مواجهة تلك الظواهر، ومنها ما يُعرف بأسلوب البروباجاندا المضادة لبروباجاندا الإرهاب.  وبحيث تعتمد الكثير من الجماعات الإرهابية والجماعات المتطرفة فكرياً الي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مخاطبة الشباب ذوي الميول المتطرفة واستقطابهم كما تم الذكر سابقاً، فعملت الدولة المصرية على مواجهة انتشار الأفكار المتطرفة عبر نفس الوسائل والعمل على انتشارها بشكل كبير لمكافحة تفشيها في المجتمع المصري وخاصة بين فئة الشباب.

وأثبت الشباب المصري من صانعي المحتوى مهارتهم العالية في سرد الاحداث بشكل سريع ومثير للمستمع او المتفرج، ونجحوا في الوصول الى العديد من المشاهدين بأسلوب جذاب ووطني وعقلاني.

ومن أمثلة “اليوتيوبرز” الذين يحصلون على عدد مشاهدات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهم من أصحاب المحتوى السياسي او الاجتماعي الهادف، والمتوافق مع الهوية المصرية بمحدداتها:

هيثم سلميان برنامج ” ونبتدي منين الحكاية”، ريهام عياد “القصة وما فيها”، الصحفي شريف الصيرفي، الصحفي أحمد سعيد “المواطن سعيد”، محمد نور “الوعي نور”.

ويتميز المحتوى لدى اليوتيوبرز المذكورين بالمصداقية والدقة في تقديم المعلومات والأسلوب الجذاب في سرد الاحداث او الاخبار، مما يزيد من الوعي لدى المواطن العادي ويمده بالمعلومات الهامة عن الدولة المصرية والعالم او سرد تاريخي للأحداث بشكل مختلف وعصري.

 

 

 

 

بروباجاندا الإرهاب ومواجهته من قبل الدولة المصرية:

تعريف علم البروباجاندا:

تعرف البروباجاندا بإنها «فن الإقناع»، وتحتوي على أدوات صناعة الرأي العام وتعبئة الجماهير.

كما تخدم البروباجاندا الإعلامية الأجندات السياسية للدول في معالجة القضايا المحلية والدولية على حد سواء.

 

 

 

كيف يستخدم الإرهابيين البروباجاندا في نشر أيدولوجياتهم:

 

تعتمد البروباجاندا في أدواتها على استخدام العبارات الفضفاضة، الإلحاح، المقارنات الناقصة، واللعب على المخاوف الخفية، وتعتمد الكثير من جماعات المتطرفين فكرياً او الإرهابيين على تلك الوسائل في نشر ايدولوجيتهم المغلوطة لاستقطاب الشباب وتجنيدهم وإمدادهم بالموارد البشرية المطلوبة لاستمرارهم في القيام بالأعمال الارهابية او لنشر فكرهم لأغراض سياسية، او اقتصادية، او اجتماعية.

وحيث ” يوفر الإنترنت مكانًا غير منظم وغير مقيد، يمكن للإرهابيين صياغة ونشر الدعاية من خلال أعداد لا حصر لها من مواقع الويب ومنصات التواصل الاجتماعي، وتصميم المحتوى بحيث يستهدف الآلاف من الشباب المحتملين للانضمام إلى منظمتهم وتعزيز قضيتهم[5]“.

 

ومن أمثلة استخدام الجماعات الإرهابية للتكنولوجيا، تستخدم جماعة داعش الإرهابية “الدعاية الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية. من خلال وسائل رقمية متطورة، ليروجوا لفكرة أن داعش قد نجحت في إقامة خلافة وتجنيد الآلاف من الأعضاء الجدد للانضمام إلى التنظيم الإرهابي. وتستخدم داعش المقاطع التي تتراوح مدتها من دقائق إلى ساعات، حيل الإنتاج على غرار هوليوود والمؤثرات الخاصة لتصوير إرهابيي داعش على أنهم أبطال[6]

ولمواجهة المتطرفين فكرياً والإرهابيين على حد سواء، انتشرت الدولة المصرية وتوسعت في استخدام الاليات المختلفة والابواق المختلفة لتطويق التطرف الفكري خاصة فيما بين المتشددين دينياً، ومعالجة ذلك بالوعي الجمعي.

وعلى نفس المنهج، اعتمدت الاستراتيجية الإعلامية بخططها الإنتاجية على تسليط الضوء على مواجهة الأفكار المغلوطة بالحوار الوطني، ومواجهة الفكر بالفكر، والخطاب الديني المُعتدل، ورفع مستويات الوعي لدى المواطن العادي. واعتمدت الاستراتيجية على استخدام المواجهة بالقوى الناعمة وأدواتها الإعلامية في تحقيق ذلك.

 

 

 

توصيات المركز الأوروبي الشمال افريقي للدراسات:

 

  • حث الدولة المصرية على الاستمرار في مواجهة الفكر المتطرف عبر الوسائل الإعلامية العصرية والحديثة لصد خطر انتشار الأفكار الدينية المغلوطة، أو الأفكار العنيفة بشكل عام عن المجتمع المصري.
  • استخدام نفس المناهج الإعلامية العصرية في تعزيز القيم المجتمعية الصحيحة لدى المجتمع المصري لقطع الطريق على انتشار الأفكار الشاذة والمتطرفة سواء دينية كانت أو غيرها.
  • حث المجتمع الدولي على التعاون البناء في تأطير وتعريف مصطلح التطرف الفكري والإرهاب بما يتفق مع مواثيق حقوق الانسان الدولية.

 

 

 

[1] https://www.unodc.org/e4j/en/terrorism/module-4/key-issues/defining-terrorism.html

[2] https://www.unodc.org/e4j/zh/terrorism/module-2/key-issues/radicalization-violent-extremism.html

[3] S. Hodgson, J., & Tadros , The Impossibility of Defining Terrorism, University of Warwick. School of Law. V. (n.d.). (working paper).

[4] https://rcssegypt.com/2914

[5] Lieberman, A. V. (2017). Terrorism, the Internet, and Propaganda: A Deadly Combination. Journal of National Security, Law, and Policy, 97. https://doi.org/https://jnslp.com/wp-content/uploads/2017/04/Terrorism_the_Internet_and_Propaganda_FINAL.pdf

[6] Idem