مراكز الإيواء في ليبيا.. بين الإنتهاكات والإتجار بأعضاء البشر
كتبت: عواطف الوصيف
عقبت حنان الشريف رئيس المنظمة الليبية لحقوق الإنسان على الإنتهاكات والممارسات التي تتنافى مع القانون والإنسانية بمراكز الإيواء في طرابلس بليبيا ضد المهاجرين غير الشرعيين، وذلك عبر الاقمار الصناعية من بني غازي لبرنامج “النقاش” مع الإعلامي “منذر عبد الناصر” على قناة “الحدث”.
ماهية الهجرة غير الشرعية
وحاولت الشريف عبر مداخلتها للبرنامج أن تشرح مفهوم الهجرة غير الشرعية في القانون الدولي، حيث أوضحت أن الهجرة غير الشرعية هي عبارة عن هجرة غير منظمة لمجموعة من الأشخاص من بلد ما إلى بلد أخر بدون أي أوراق أو تأشيرات رسمية موثقة.
وأوضحت حنان أن هناك أسباب عديدة تجعل الأشخاص يلجأون لهذا الأسلوب من الهجرة ومن أبرز هذه الأسباب “الحروب أو الظروف الإقتصادية السيئة التي تؤدي للفقر، علاوة على البحث عن العمل”، منوهة أن القهر والظلم الذي تمارسه بعض الحكومات في بعض الدول يكون سبب رئيسي يجعل الشباب يلجأون للهجرة غير الشرعية للهروب من الظلم الذي يتعرضون له.
ما بعد الهجرة غير الشرعية
وبحسب رئيس المنظمة الليبية لحقوق الإنسان فإن من يلجأ للهجرة غير الشرعية يكون قد دخل بلد معين بأسلوب غير قانوني وبالتالي يتعرض للإحتجاز من قبل حكومة البلد التي دخلها، مضيفة أن القانون الدولي يحاول أن يبحث مع الدولة التي تعرضت للهجرة غير الشرعية عن سبل للقضاء على هذه الآفة، مؤكدة في نفس الوقت أن المهاجرين غير الشرعيين لهم حقوق لابد من مراعاتها حتى لا يتعرضون لأي انتهاكات تمس كرامتهم وآدميتهم.
وكشفت الشريف عن اتفاقية أبرمتها الآمم المتحدة عام 2000 تتعلق بحقوق المهاجرين غير الشرعيين، منوهة أن هذه الإتفاقية لا يزال يعمل بنصوصها وهي تتعلق بسبل المحافظة على حقوق المهاجرين، موضحة أنه يستلزم عمل مراكز لمراعاة المهاجرين غير الشرعيين، وهذه المراكز يستلزم أن تكون مؤهلة جيدا للمهاجرين الذين يلجأون لها، وتحت إشراف المراكز الدولية التي دورها أن تتأكد من أن هذه المراكز مؤهلة جيدا وتصلح للمبيت، وفي ليبيا على سبيل المثال يستلزم أن يتم ذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية الليبية، لتوفير المأكل والمبيت لهم والرعاية الصحية أيضا.
انتهاك حقوق المهاجرين في ليبيا
وتؤكد الشريف أن الإنتهاكات التي تمارس ضد حقوق الإنسان في ليبيا، يعد من أهم الملفات التي تناقش على المستوى الدولي، موضحة أن هناك إحصائية دولية تكشف عن عدد الأطفال والنساء والرجال الذين يعدوا ضحايا الهجرة غير الشرعية، فالإنتهاكات التي يتعرضون لها تصل إلى حد الإتجار بهم، مشيرة إلى أنه للأسف بات هناك العديد من المنظمات الدولية التي تبحث قضية الهجرة غير الشرعية من زاوية المكسب المادي وليس من الناحية الإنسانية أو الإنتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون غير الشرعيون.
وبحسب حنان الشريف فإن هناك العديد من مراكز الإيواء للمهاجرين غير الشرعيين، وهي معروفة من قبل وزارة الداخلية الليبية، لكن هناك العديد من مراكز الإيواء الأخرى غير المعروفة من قبل السلطات الليبية، وهو ما يعد خطر يهدد الأمن الإنساني داخل ليبيا وجريمة دولية، وألقت باللوم على المنظمات الدولية كونهم يقصرون في تقديم الخدمات اللازمة للمهاجرين في بعض مراكز الإيواء مما يؤدي إلى طرد هؤلاء المهاجرين إلى الشارع مما يجعلهم دون مأوى أو طعام أو شراب، وهو ما يتنافى مع كل معايير وأوامر الأديان السماوية.
كارثة الإتجار بالبشر والأعضاء
وفيما يتعلق بالإتجار بالبشر الذي يمارس ضد المهاجرين غير الشرعيين، أفادت الشريف أنه يتم بشكل علني، منوهة في نفس الوقت أن هناك إحصائيات وأرقام تؤكد أن الإتجار بهم يتم بشكل علني لكن حتى الآن لا توجد تقارير تؤكد هذه الحقائق، مضيفة أن الأمر تطور للأسوأ ليصل إلى حد لجوء بعض المهاجرين للإنتحار بسبب ما يتعرضون له من معاملة سيئة أو الجوع والفقر.
واختتمت حنان الشريف رئيس المنظمة الليبية لحقوق الإنسان، بأن هناك العديد من الشهود الذين أكدوا بأن هناك عمليات إتجار بأعضاء المهاجرين غير الشرعيين داخل العديد من مراكز الإيواء في المنطقة الغربية في ليبيا، لكن للأسف من الصعب أن تتحدث المنظمات الحقوقية عن هذه القضية الخطيرة، لأنه لا يوجد إحصائيات تؤكد أو تثبت ذلك.