سكترتير مفوضية الأمم المتحدة: مؤتمر مكافحة الفساد بداية جديدة للقضاء على تبعات وباء كورونا
كتبت: عواطف الوصيف
تيقنت مصر من أن الفساد هو السبب الرئيسي وراء تأخر الشعوب، والآفة التي تخلف ورائها تبعات خطيرة على المستويين السياسي والإقتصادي، فبدأت خطواتها اليوم من قلب شرم الشيخ لمواجهة هذه الأزمة وأثارها.
اتفاقية دولية
استضافت مدينة شرم الشيخ بمصر اليوم الاثنين أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والتي من المقرر أن تمستمر حتى 17 من ديسمبر الجاري، وهو الحدث الذي وصف بأنه الأكبر والأهم في منع ومكافحة الفساد على مستوى العالم أجمع، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واعتبرت الأمم المتحدة هذا المؤتمر بمثابة بداية فارقة وعالمية سوف يساعد عل تحسين التعاون الدولي ليس فقط لمكافحة جميع أشكال الفساد، وإنما أيضا للتعافي من الأثار التي خلفها فيروس كورونا، ومن المقرر أن تدعم الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف، جميع الجهود التي تبذل لاستعادة الأمانة العامة، وتمتين المؤسسات الفعالة، وتعزيز التنمية المستدامة، وضمان الاستقرار على المستويين الاقتصادي والسياسي.
حقوق الإنسان والديمقراطية
من جانبه حرص الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على توجيه كلمة خلال افتتاح المؤتمر، ليؤكد على أن معالجة الفساد هو السبيل لحماية حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية، علاوة على أن معالجة آفة الفساد هو أولى الخطوات للتوجه نحو التنمية الشاملة والمستدامة.
صك قانوني
وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة فإن إتفاقية مكافحة الفساد التي عقدت اليوم في شرم الشيخ، تعد هي الصك القانوني الدولي الشامل الوحيد في مواجهة الفساد، الذي أكد أنه تهديد لأمن الدول ويعرقل جهود التنمية المستدامة حول العالم.
وأفادت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالممخدرات والجريمة غادة والي إن مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد هو محفل دولي ذو أهمية فريدة، مشيرة إلى أن فيروس كورونا الذي أجتاح العالم، هو بمثابة “نداء صحوة عالمي” الهدف منه دعم النزاهة.
وأضافت والي في كلمتها : “يخسر العالم تريليونات الدولارات سنويا بسبب الفساد، في وقت نحتاج فيه لكل دولار من أجل زيادة الاستثمارات العامة… وكما يتسبب الفساد في تعريض الأشخاص للمصاعب، فإنه يُساهم كذلك في تمكين المجرمين والمهربين والإرهابيين.”
أولوية مكافحة الفساد
وترى والي فإن مؤتمر مكافحة الفساد يعقد في ظل تحديات استثنائية فرضها وباء كورونا، معربة عن خالص شكرها لمصر ولتعاونها مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، منوهة أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية سلامة الوفود المشاركة.
قدرات مصر وتفوقها
أكد المستشار وائل نجم، المحامي بالنقض والدستورية والإدارية العليا، وسكرتير عام مفوضية الأمم المتحدة، أن مصر يوم تلو الأخر تحقق نجاحات متتالية، مشيرا إلى أنها ورغم كونها تعد من الدول النامية، لكنها تسعى لتحقيق التقدم والإزدهار وتقوم بخطوات لا تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية التي توصف بأنها من أكبر الدول المتقدمة في العالم.
وأضاف نجم في تصريحات أدلى بها للمركز الأوروبي الشمال الإفريقي للدراسات أن الرسالة التي تحاول مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تؤكدها هي ضرورة التكاتف والتعاون واستغلال التكنولوجيا الحديثة بصورة إيجابية لتحقيق التقدم والإزدهار في مختلف المجالات.
وعقب المستشار وائل نجم على محور فيروس كورونا، أن مؤتمر مكافحة الفساد سوف يساعد على التعاون الدولي وبالتالي سيكون من السهل مواجهة فيروس كورونا الذي لم يقتصر انتشاره في دول الشرق الأوسط فقط، وإنما مختلف دول العالم، وبالتالي كان له تبعات إقتصادية وسياسية خطيرة، والتعاون هو الحل الأمثل للقضاء على هذا الوباء وما ترك ورائه من تبعات سلبية، ومؤتمر مكافح الفساد الذي عقد في شرم الشيخ يعد ركن اساسي لتحقيق هذا الهدف.
التعاون الدولي
وأشار سكرتير مفوضية الامم المتحدة إلى أن التعاون في مختلف المجالات وعلى المستويين السياسي والإقتصادي من السهل أن يحدث بين مختلف دول العالم، لكن سيكون بناءا على الآليات التي سيعتمدونها بينهم، وبم يتوافق مع الإتفاقيات الدولية التي تم إبرامها.
وأختتم نجم أنه من المتوقع جدا أن يكون هناك دول ممن حضروا مؤتمر مكافحة الفساد في شرم الشيخ اليوم لم يأتوا لتقديم يد العون أو للتعاون لتحقيق المصلحة العامة، كونهم دول فاسدة، وبالتالي ليس من مصلحتهم مكافحة الفساد أو القضاء عليه، موضحا أن هناك احتمالات كبيرة بأن يكون هناك دول قررت الحضور لفعاليات المؤتمر لدراسة مجريات الأمور، ومعرفة المخططات التي يتم إجراؤها.