سارة كيره : بايدن يستغل الديمقراطية للترويج لنفسه في الداخل الأمريكي
كتبَ: عواطف الوصيف، محمود الشناوي و نورهان شرارة
عقبت الدكتورة سارة كيره المتخصصة في الشؤون الدولية ورئيس المركز الأوروبي الشمال الإفريقي للبحوث على القمة الإفتراضية التي نظمها الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي تتناول عدة محاور ذات صلة بأبعاد الديقراطية وتطبيقها في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وسبل مواجهة الإنتهاكات التي تتعرض لها حقوق الإنسان في العالم.
انتشار ظاهرة الديمقراطية في العالم
وأفادت كيره في التصريحات التي أدلت بها من خلال مشاركتها عبر الأقمار الصناعية من القاهرة ببرنامج “نقاش” على قناة “فرانس 24” مع الإعلامي “توفيق مجيد”، أن الديمقراطية ظاهرة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة مرتبطة بعدة عوامل، منوهة أنه لابد من التفكير فيما ما إذا كانت الديمقراطية كظاهرة ستكون قابلة للإنتشار من الأساس أم لا، وهل مرتبطة بالشعوب المرفهة في الدول العظمى فقط أم لا.
وأضافت كيره أن أول ما يستلزم الإلتفات له هو أن القمة الإفتراضية التي عقدها الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأت بالإقصاء، متسائلة : “هل الإقصاء جزء من الديمقراطية؟”، موضحة أن نشر الديمقراطية يحتاج لإستراتيجية وآلية محددة.
السياسة الخارجية لبايدن
وترى كيره أنه يستوجب على بايدن إعادة رسم سياسته الخارجية خاصة بعد الإخفاق الكبير الذي واجهه في أفغانستان، فالرئيس الأمريكي بعد الفشل الذي واجهه في أفغانستان يريد أن يكسب ثقة مختلف دول العالم، وأن يؤكد بأن أمريكا تحت رئاسته هي منارة العالم ومنبر الديمقراطية، وهو ما يحدث في الوقت الذي يستوجب على واشنطن أن تعمل على تعزيز معايير الديمقراطية في الداخل.
وتطرقت دكتورة سارة إلى قائمة الدول التي حددها الرئيس الأمريكي في قمته الإفتراضية، منوهة أن هذه القائمة تضم دول تمثل فائدة استراتيجية معينة لأمريكا، وهذه القائمة تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت أمريكا الآن تطرح شكل من أشكال التكتل أو الاستقطاب، أو تحاول اتباع أسلوب جيوسياسي جديد، موضحة أنه على الرغم من أن المعايير التي يحاول جو بايدن تطبيقها من خلال قمته الإفتراضية صحيحة تماما، لكن لابد من السؤال كيف سيعمل على نشرها وما هو غرضه الحقيقي.
وترى سارة أن أفضل ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن هو أن الديمقراطية ليست وليدة اللحظة، منوهة أن الجميع يتفق معه في هذا الرأي، لأن الديمقراطية في حقيقتها والعدالة عبارة عن عملية انتقالية وتتم على مراحل.
مؤشرات ودلائل
وأكدت رئيس المركز الأوروبي الشمال الإفريقي أن للديمقراطية مؤشرات وللتنمية البشرية مؤشرات وللتنمية المستدامة أيضا مؤشرات، منوهة ان التنمية المستدامة الآن متفق عليها في أجندة الأمم المتحدة سواء كانت لدول ديمقراطية أم لا، فكيف إذا وفي ظل اتفاق دول العالم على التنمية المستدامة 2030، يأتي الرئيس الأمريكي لعقد مؤتمر يتميز بالإقصاء، والدول التي حددها معايير الديمقراطية لديها ليست إيجابية 100%.
اللادولة
وبحسب دكتورة سارة هناك دول عربية كثيرة لها أعذارها إذا لم يحاول ممثليها يبحثون كل المحاور التي تتعلق بالديمقراطية، فهذه الدول تعاني من الفقر الشديد، والأهم هم مصنفون في الأمم المتحدة بـ”اللادولة”، فكيف لبلد تعي جيدا أنها مصنفة كـ”لادولة” وتبحث محاور الديمقراطية أن تدعى لحضور مؤتمر أو قمة تتحدث عن الديمقراطية حتى وإن كان من عقدها هو الرئيس الأمريكي.
وقالت كيره إنها عند قرائتها للمشهد والمجريات التي تحدث تجد أن المجتمع المدني حينما يدخل ضمن الأجندات السياسية فهو هنا يجرد من دوره النبيل، مشيرة إلى أن الدور الرئيسي للمجتمع المدني هو مساعدة الحكومات في تنفيذ دورها بمنتهى الديمقراطية ودون أي ضغوط، لكن السؤال هنا : ” هل هناك خطة لتنظيم مخططات المجتمع المدني المحلية في الدول الأقل حظا في ممارسة الديمقراطية؟ “
شكوك ومؤامرات
واختتمت دكتورة سارة كيرة بطرح نقطة هامة، وهي أن نصف الشعوب ينتابهم شكوك بأن دولهم عادت لتأخذ منهم الحريات مرة أخرى، علاوة على نظرية المؤامرة المسيطرة عليهم بسبب فيروس كورونا، إذا اليوم هل الرئيس الأمريكي يروج لنفسه في الداخل بإسم السياسة الخارجية، خاصة وأن هناك أصوات عديدة في أمريكا تؤكد بأن طريقة حكم الإدارة الأمريكية الحالية سلطوية.
قالت الدكتورة سارة كيره ان الفكر العربي المعاصر لديه مفارقة أساسيه وهي أن المفاهيم الكبرى التي تتكرر في الغرب تجد صدى لها على امتداد الوطن العربي مشيرة إلى ان السياسيين والباحثين العرب، وهم أكثر من يستخدمها يوميا، لم يتفقوا على مضمونها أو على نوع العلاقة الجدلية في ما بينها.
وأضافت كيره أن عبارات مثل الحكم الديمقراطي، ومجتمع المعرفة، والتنمية المستدامة وغيرها، تتكرر في كثير من الخطب السياسية، والدراسات والتقارير العلمية العربية، دون أن يتم تحديد ركائزها أو كيفية تطبيقها في مجتمعات متباينة من حيث النمو، موضحة ان كثافة التوظيف المالي في الطاقات البشرية والمشاريع الاقتصادية، وغيرها .
وتابعت كيره خلال حديثها أن التنمية المستدامة هي نتاج مناخ الحرية ومجتمع المعرفة، والاستفادة القصوى من القوى البشرية والطاقات المادية، والتخطيط الدائم لمواجهة المشكلات في الداخل، والأزمات الوافدة من الخارج.
النظام الديمقراطى
وبحسب دكتورة سارة فان النظام الديمقراطي، لابد وان يطبق القوانين، ويضمن الحريات، ويراقب عمل المؤسسات لتنفيذ حكم القانون، ويحترم مبدأ فصل السلطات، ومبدأ تداول السلطة. النظام الديمقراطي وحده يتيح للشعب أن ينتخب ممثليه بحرية تامة، استنادا إلى قانون انتخاب عصري وعادل، ويفرض رقابة صارمة تمنع سلطة المال والزعامة الطائفية أو القبلية، من استغلال النفوذ والرشوة للتأثير على نتائج الانتخابات.
وأوضحت كيره أن منظمة الأمم المتحدة أوصت بمؤتمراتها علي ضرورة وضع استراتيجية عالمية جديدة للتنمية المستدامة، وبمشاركة فاعلة من المؤسسات الحكومية ومن جميع منظمات المجتمع المدني ذات الصلة بالتنمية المستدامة، اما بالنسبة للوعي بالديموقراطية فهناك حاجة إلى إستراتيجية واضحة من هيئات الدولة لاستهداف الفئات المحرومة من الوعى على حدود البلاد لا تعرف عن وطنها إلا ما يبث وما يندس فى عقولهم ممن يستغلون ظروفهم.
وتساءلت كيره خلال حديثها لفرانس 24 عن دور الدولة التوعوي من هؤلاء المواطنين الذين لا يلقون لهم بالا الي ان أصبحوا ارضا خصبه لبث أفكار شياطين الظلام ومن ثم يصبحون قنابل موقوتة فى وجة الدولة لذا يلزم وجود تحرك سريع لجمع شتاتهم و دمجهم لصالح بالمجتمع.