سارة كيره: عقوبات أوروبا ضد روسيا ضعيفة وموسكو تعتمد على ضعف شخصية جو بايدن
كتبت: عواطف الوصيف
عقبت الدكتورة سارة كيره المتخصصة في الشؤون ورئيس المركز الأوروبي الشمال إفريقي على التبعات التي خلفتها الأزمة الأخيرة التي أندلعت بين روسيا وأوكرانيا على منطقة شمال إفريقيا والعالم العربي.
وقالت كيره في اللقاء الذي أجرته ببرنامج “نقاش” على قناة “فرانس 24″ حول الأزمة الروسية الأوكرانية مع الإعلامي ” توفيق مجيد”، إن العالم أجمع يعاني من أزمة الأمن الغذائي وقلة الموارد، وفيما يتعلق بمصر على سبيل المثال فإنها تعتمد على 80% من القمح الأوكراني منوهة أن ذلك يمكن أن يتم مواجهته من خلال المخزون الاستراتيجي.
التفاعل العربي
وأشارت كيره إلى نقطة التفاعل العربي حيال الأزمة الأوكرانية، لتوضح أن العرب كانوا في حاجة إلى مشاهدة صراع يحدث خارج حدودهم وهو ما سيكون له تبعات ونتائج على العديد من الملفات الهامة جدا بالنسبة للعرب من الناحية الجيوسياسية، أما فيما يتعلق بقضية البترول، فإن أسعار البترول سوف تؤثر على جميع أنواع الأسواق، لكن وعلى الرغم من ذلك لا يوجد تخوف من ارتفاع أسعار البترول، حيث أن هناك تكاتف عربي فيما يخص النفط.
وترى دكتورة سارة أنه لا شك من أن متابعة الأزمة الأوكرانية ساعدت على زيادة الوعي لدى الشارع العربي، خاصة وأن الفترة الماضية كان هناك متابعة للأزمات المتلاحقة في سوريا وليبيا وغيرهما من دول العالم العربي واستمر ذلك لسنوات طويلة، أما الآن تحدث أزمة خارج المحيط العربي، مما سيساعد بالتأكيد في زيادة الوعي العربي بشكل كبير.
القدرة الروسية
وبحسب كيره فإن روسيا أثبتت انها تمتلك قدرة عالية، والدليل على ذلك أنها بالفعل تتخذ خطوات وتعلن عن قرارات جريئة، منوهة أن الاتحاد الأوروبي بطيء إلى حد ما في إتخاذ أي خطوة أو عند إعلانه لأي قرار، معتبرة أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا ليست على قدر الحدث أو الممارسات الروسية التي ساعدتها على التغلغل والحفاظ على العمق الاستراتيجي في أوكرانيا.
وأضافت كيره أن روسيا منذ 2014 ترى أن أوروبا وسياسات حلف الناتو تحاول أن تطوقها على كافة حدودها، ولأن موسكو تريد ان تضمن خروجها على البحر الأسود بدأت بضم القرم، موضحة أن روسيا بتحركاتها الأخيرة تكون قد أسرعت قبل أن يتم ضم أوكرانيا لحلف الناتو، ويمكن القول بأن العقوبات التي فرضتها أوروبا عادية جدا وليست على مستوى الحدث.
شخصية جو بايدن
وتطرقت دكتورة سارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكدت بأن روسيا حاليا تعمل على ضعف شخصية الرئيس الأمريكي جو بايدن، علاوة على مواقفه العدائية تجاه المنطقة العربية، منوهة أنه ربما يكون العرب ملتزمون بالحياد حيال الأزمة الراهنة، لكن ذلك لا يمنع أنه يستوجب أيضا الاستفادة من هذه الأزمات، مدللة رؤيتها بإعطاء أمثلة، حيث أن مصر استفادت بالفعل من المناورات العسكرية التي جرت في منطقة البحر الأسود، والسعودية تتحكم بالفعل في سوق النفط العالمي.
مواجهة أمريكية روسية
وأفادت الباحثة السياسية أن ما يشهده العالم الآن هو في حقيقته عبارة عن مواجهة أمريكية روسية، مؤكدة أن الموقف الأمريكي في هذه المواجهة ضعيف أما روسيا فلها الحق في أن تتدخل في أوكرانيا، موضحة أن أمريكا هي التي ستتحمل الضريبة كاملة، خاصة في ظل المواقف العدائية التي أتبعها الرئيس جو بايدن تجاه العرب، لذلك من المستبعد جدا أن يجد الدعم العربي في مواجهته أمام روسيا.
مواجهة مضاعفة
وأكدت كيرة أنه بات يتوجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدخل في مواجهتين، حيث مواجهة الصين اقتصاديا ومواجهة روسيا عسكريا، منوهة أن العالم أجمع يعي جيدا القدرة الصينية التجارية الخطيرة وأنها تدخل مع روسيا في خندق واحد وهي منظمة “البريكس”، مشيرة إلى أن هذا يعني بأن العالم يواجه قطبين كبيرين وهما “الصين وروسيا.
وترى دكتورة سارة كيره أن هناك العديد من الملفات التي يتوجب على العرب الاستفادة منها قبل تحديد مصير إمدادات الغاز والنفط، مؤكدة أن العرب وإن لم يحاولوا الإلتفات لهذه النقطة الآن ، فلن يتمكنوا من الاستفادة حقا من الأزمة.
ورقة تبادل
واختتمت دكتورة سارة كيره بأن العرب من الصعب أن نصفهم في هذه الأزمة الراهنة بأنهم ورقة ضغط قد تستغلها أمريكا وروسيا في المواجهة المشتعلة بينهما وإنما يمكن أن يتم وصف العرب بـ “ورقة تبادل للمصالح”، موضحة أن هذه ورقة التبادل تلك ليست مؤثرة في الأزمة الروسية الأمريكية الراهنة، لكنها سوف تعيد بالنفع على المنطقة العربية في العديد من الملفات، مؤكدة أنه من المرجح في النهاية اللجوء للحل السياسي، مشيرة إلى أن الحل السياسي الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن هو تقسيم أوكرانيا التي تعد منطقة نفوذ.