“خط أحمر”.. حملة يشاد بها ومحور نقاش في قعدة فلاسفة
كتب.. عواطف الوصيف
“تعددت الأشكال والعنف واحد”.. جملة تمثل حقيقة لا تحتمل أي شك، فليس الضرب وحده هو الشكل الذي يمثل العنف، فالتمييز والتنمر وسلب الحقوق والإبتزاز كلها أشكال تمثل ابشع أنواع العنف والإضطهاد والتي قد تجعل من يتعرض لها أن يلجأ لأزمات نفسية خطيرة وربما تودي بحياته.
وتعد المرأة أكثر من يتعرض لأبشع أشكال العنف، فهناك الزوج الذي يرى أن من حقه أن يضربها، ويغالط نفسه ومن حوله بأن الدين منحه هذا الحق، والدين منه براء، وهناك الأب الذي يميز بين الإبنة والإبن، فلكونه رزق بالولد يعتبر أن له جميع الحقوق أما أبنته فلا، وهناك الإبتزاز الإليكتروني الذي تتعرض له فتيات لا حول لهن ولا قوة ليتم مساوتهن على شرفهن وأعراض أسرهن، علاوة على التحرش الجنسي الذي تتعرض له الفتيات في الطرقات، والحجة أنها لا ترتدي حجاب أو ترتدي زيا جميلا.
عنف مجتمعي
وأمامنا عنف من نوع أخر وهو العنف المجتمعي، فلا شك أن هناك العديد من النساء اللاتي أجبرتهن الظروف على أن يصبحن مطلقات ليس لأنهن سيئات وإنما بسبب أزمات ومشكلات تفاقمت للدرجة التي لم يكن العلاج لمواجهاتها سوى الإنفصال.
والأزمة هي أن المجتمع يتعامل مع المطلقة على أنها “أمرأة لعوب” تعشق الرذيلة، لذلك كان يستوجب مناقشة هذه القضية، وقررت المذيعة عواطف الوصيف أن تتسائل عبر برنامجها “قعدة فلاسفة” الذي يتعرض عبر القناة الإذاعية “تسعينات أف أم”، ترى : “هل لقب مطلقة وصمة يستوجب على المرأة الهروب منه أو تشغر بالخزي بسببه؟
رؤية فلاسفة الغرب
وفقا لما ورد ببرنامج “قعدة فلاسفة” على راديو تسعينات أف أم، فقد خاض كلا من االفيلسوف الألماني جونفير لاينتز والفيلسوف الإنجليزي ديفيد هوم رحلة إلى بلاد العرب، حرصا منهما على معرفة أهم العادات والتقاليد الشرقية وللبحث في الأفكار العربية، وكانت النتيجة أنهما عاشا لسنوات طويلة بين المسلمية ولاحظا شريعة الطلاق في الزواج.
اتفقا كلا من لاينتز وهوم على أن الطلاق أمر لا يتم بسهولة فكلا الزوجين لا يريدان أن يحدث الإنفصال بينهما، ولكن هذه الخطوة لا تتم إلا بعد الوصول لطريق مسدود، وإنه بات من المستحيل استمرار الحياة بينهما، وكان لهما نظرة إيجابية محددة.
الإحترام والعشرة
أعتبرا فلاسفة الغرب أن الزوجين حينما يقررا الطلاق فهذا لأنهما حريصان على استمرار الإحترام بينهما، ولأنهما لا يزالا يقدران العشرة الطويلة التي استمرت بينهما، منوهين أنه في حال استمرار الزواج بين كلا الزوجان المختلفا فإن الإحترام والود سيتلاشان.
وفيما يتعلق بديفيد هوم فإنه أمتدح فكرة اللجوء للطلاق في حال استحالت العشرة، فليس من المنطقي على الإطلاق أن يجبر إنسان على العيش مع إنسان أخر لا يريده أو ثبت له أنه مختلف معه في الطباع، مؤكدا أنه يحق للمطلقة والمطلق أن يبدأوا حياة جديدة وأجمل.
ولعل أهم ما التفت له برنامج “قعدة فلاسفة” في رؤى كلا من لاينتز وهوم أن رؤية المجتمع في الماضي للمطلقة أو المطلق إيجابية فلم يكن ينظر لهما أبدا بأي نظرة دونية أو أن المرأة المطلقة هي “الفاتنة اللعوب”، وهو ما لم يحدث الآن فعلى الرغم من التقدم والتطور الذي لحق بالمجتمعات العربية إلا أن التفكر دوني جدا وذو نظرة ظالمة تماما.
خط أحمر
وكشفت عواطف الوصيف خلال تناولها لقضية المرأة المطلقة والنظرة العنصرية لها عن حملة “خط أحمر”، الذي أطلقها المركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات والبحوث في اليوم العالمي للمرأة والتي تهدف إلى مواجهة جميع أشكال العنف ضد المرأة العربية في كل مجتمعاتنا الشرقية.
وأشادت الوصيف بمن تولت إتمام الحملة بنجاح وهي الدكتورة سارة كيره الباحثة المتخصصة في الشؤون الدولية ورئيس المركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات والبحوث، مؤكدة على أن الدكتورة سارة كيره تناولت العديد من أشكال العنف الذي يمارس ضد المرأة مثل الإبتزاز الإليكتروني الذي كان ضحاياه على سبيل المثال “بسنت خالد وهايدي شحتة”، علاوة على تناولها ممارسة العنف الأسرى الذي كان من ضحاياه “الدكتورة ياسمين يوسف ومريم ضحية المنصورة، علاوة على عروس الإسماعيلية”.
وقالت عواطف خلال تناول الموضوع أن معاملة المطلقة بصورة سيئة أو معاملتها بأنها سيدة سيئة السمعة لمجرد أنها فشلت في حياتها الزوجية وحصلت على لقب مطلقة من أبشع أشكال العنف النفسي الذي يستوجب مواجهته وأن يكون ضمن حملة “خط أحمر”، تحت ريادة المركز الأوروبي الشمال إفريقي والدكتورة سارة كيره.
رابط الحلقة: