بعد اغتيال غفران هارون في الخليل…هل باتت القوة سلاح مواجهة انتهاكات إسرائيل في فلسطين؟
كتبت.. عواطف الوصيف
جريمة جديدة ارتكبتها إسرائيل، تؤكد بها أن الصحافة هي عدوها الأول، الذي تسعى لمواجهته والقضاء عليه حتى تتمكن من ممارسة انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني، فلم تكتف بإغتيال شيرين أبو عاقلة حتى سارعت بالتخلص من غفران هارون، ليُكشف عن أهمية سلاح الصحافة في القضية الفلسطينية.
اغتيال غفران هارون
أغتيلت الصحفية الشهيدة غفران هارون وراسنة فجر الأربعاء الموافق الأول من يونيو الجاري، وذلك أثناء توجهها لمكان عملها بإحدى المحطات الإذاعية المحلية في الخليل، حيث وجه لها أحد جنود قوات الاحتلال الإسرائيلي رصاصة اخترقت صدرها من الجهة اليسرى “تحت الإبط” وخرجت من الجهة اليمنى، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة أدت إلى استشهادها، وفقا لما ورد على وكالة “وفا” الفلسطينية للأخبار.[1]
وقالت والدة غفران في تصريحات نقلتها عنها الوكالة الفلسطينية : “خرجت غفران من البيت باكرا، للتوجه إلى مكان عملها، ولم يمضِ كثير من الوقت، حتى سمعنا أن الاحتلال أطلق الرصاص صوب فتاة على مدخل المخيم، ولاحقا سمعنا أنها استشهدت، حزنا عليها كثيرا، ولكن لم نكن نعلم أنها ابنتي، إلا بعد أن جاءنا الخبر كالصاعقة”.
لحظة استشهاد الصحفية الفلسطينية غفران هارون في مخيم الخليل
مصدر الصورة : موقع المجد
التاريخ : 1 يونيو 2022
وأضافت :”لم يمنع الاحتلال غفران من المرور عبر بوابة المخيم لتصل إلى عملها فقط، بل سلب حياتها، وحال دون عودتها إلى أهلها، وقضى على صحفية قبل أن تبدأ مسيرتها”.
اعتداءات سابقة
ووفقا لما كشفت عنه والدة غفران، فإن إلى أن ابنتها الشهيدة تعرضت لمرات عديدة لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال، ولكن ما جرى اليوم أنهى حياتها، ووضع حدا لحلمها الذي لم يكتمل.
وقالت والدة الشهيدة إن قوات الاحتلال تعمدت قتل أبنتها كما فعلوا مع الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، وغيرهم من الصحفيين، مؤكدة : “لم يكن القتل خطأ، بل متعمدا ومقصودا، وهذا ما يؤكده شهود عيان حضروا جريمة إطلاق الرصاص على غفران، وتركها تنزف على الأرض ومنع تقديم الإسعاف لها”.
شهود عيان
ونقلت “وكالة وفا” [1]عن أحد شهود العيان أن غفران كانت تسير خارجة من المخيم باتجاه الطريق الالتفافي لتستقل إحدى المركبات المتجه إلى الخليل، موضحا أنه كان هنالك جنديان على الحاجز المقام على مدخل المخيم، فقام أحد الجنود باستدعائها، إما لأغراض التفتيش، أو للاحتجاز، مرجحا أن الغرض كان منعها من الخروج من المخيم، قائلا : “هذا ما نحن متعودون عليه”.
وأضاف:”أحد الجنود قام باستدعائها، والآخر أطلق بشكل فوري ومباشر الرصاص الحي صوبها، فسقطت أرضا، وأسرعنا باتجاهها لإسعافها، إلا أن الجنود منعونا، وأطلقوا الرصاص باتجاهنا، واستمر هذا الوضع فترة طويلة، حتى بعد حضور طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، إذا لم يسمحوا لهم بالوصول إليها، وأعاقوا عملهم لمدة 20 دقيقة، كانت كافية لإيصالها إلى وضع صحي صعب، يستحيل بعده إنقاذ حياتها، خاصة بعد إصابتها برصاصة متفجرة”.
بيان مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك https://www.facebook.com/AlazharObserver
ولات الأمر
أعرب الدكتورعطيه لاشين استاذ الفقه كليه الشريعه و القانون وعضو لجنه الفتوي بالازهر الشريف في تصريحات خاصة للمركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات عن احترامه الشديد للبيان الذي أصدره “مرصد الأزهر لمكافحة التطرف” لإدانة عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد الصحفية الشهيدة “شيرين أبو عاقلة”.
ووفقا للدكتور لاشين فإنه على الرغم من أهمية البيان الصادر عن “مرصد الأزهر لمكافحة التطرف”، لكن مثل هذه البيانات لن تجدي نفعا على حد قوله، خاصة وأن إسرائيل لأي بيانات سواء كانت صادرة من مؤسسات دينية أو دولية، مشيرا إلى أن الإجراءات التي يستوجب أتخاذها لن تكون من خلال إصدار بيانات إدانة أو رفض.
واستطرد لاشين ليؤكد أن الإجراءات يستوجب أن تكون نابعة من ولات الأمر في مختلف الدول العربية، حيث أن مثل هذه الخطوات يملكها ولات الأمر من الساسة والحكام، لكن القضية الفلسطينية لن تحل ولن تنتهي الانتهاكات الإسرائيلية بمجرد إصدار بيانات إدانة، منوها على ضرورة إلزام دولي ضد إسرائيل واتخاذ إجراءات سياسية حاسمة.
شيرين أبو عاقلة
وتأتي جريمة اغتيال الصحفية غفران هارون بعد مرور أقل من شهرين على اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، استشهاد شيرين أبو عاقلة، فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء الموافق التاسع من إبريل الماضي، استشهاد أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، شمال الضفة الغربية.
ووفقا لما ورد فإن أبو عاقلة كانت ترتدي سترة الصحافة أثناء استهدافها من قبل قوات الاحتلال كما أصيب الصحفي علي السمودي خلال تغطية عملية اقتحام مخيم جنين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
لحظة اغتيال الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة وقت تغطيتها لإقتاحم مخيم جنين من قوات الاحتلال الإسرائيلي
مصدر الصورة : الموقع الإخباري أبناء تونس
التاريخ : 11 مايو 2022
شهود عيان
واستناداً لشهادة شهود العيان وعلى رأسهم علي السمودي، فإن شيرين تم قنصها بثلاث رصاصات، خابت أولهما وأصابتها الثالثة، بالرغم من إلتزامهم بالزي الصحفي الذي يميزهم عن غيرهم من المتظاهرين.
وأكد الشهود أن الصحفيين قاموا بالتلويح لقوات الاحتلال أول وصولهم مكان الحادث لإعلامهم بمكانهم لإسقاط أي لبس لدى الجنود، ومع ذلك تعرضوا لوابل من رصاصات القناصة، كما أوضح الذين حاولوا إسعاف الصحفية أبو عاقلة بعد قنصها أن قناص الاحتلال حال بينهم وبين إسعافها أول إصابتها، كما حاولت قوات الاحتلال قنصهم أكثر من مرة.
مقاطعة عربية
من جانبه أعرب ياسر أبو سيدو عضو منظمة التحرير الفلسطينية وأبرز قيادي حرمة فتح الفلسطينية عن احترامه تأييده الشديدان لرؤية وموقف الدكتور عطية لاشين استاذ الفقه كليه الشريعه و القانون وعضو لجنه الفتوي بالازهر الشريف، مؤكدا في تصريحات خاصة للمركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات، أنه يستوجب الآن للرد على الانتهاكات التي تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي ممارستها أن يكون هناك مقاطعة عربية من جميع دول المنطقة لإسرائيل، مشيرا إلى أن ذلك سيضرب إسرائيل في مقتل، خاصة وأنها حريصة على تعزيز وترسيخ علاقاتها المتبادلة خاصة في المنطقة العربية.
وأضاف أبو سيدو أن أبسط الإجراءات التي يمكن اتخاذها هو طرد السفراء الإسرائيليين من الدول العربية، معربا عن أسفه بسبب ممارسات ضغوط أوروبية على المنطقة العربية تمنع الحكام العرب من اتخاذ المواقف الصحيحة اللازمة ضد إسرائيل.
مطالبات شعب الدولة المحتلة
وأشار أبو سيدو إلى أن الشعب الفلسطيني لا يريد قدوم دبابات أو طيارات أو صواريخ أو جيوش عربية لتحرير القدس وإنما المطلوب هو اتخاذ وقفة عربية صحيحة إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني ليس “دعاة حرب” وإنما “دعاة استرداد حقوق”، منوها أن حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية لن ترد من خلال بيانات الإدانة والشجب، لأن إسرائيل لا تكترث لمثل هذه البيانات على الإطلاق.
فلسفة الكيان الصهيوني
ووفقا لقيادي حركة فتح الفلسطينية ياسر أبو سيدو، فإن الفكرة الرئيسية التي يعتمد عليها الكيان الصهيوني وفلسفته هي “اقتل وأصرخ”، أي أنهم يدعون أنه يتم مهاجمتهم علما بأنهم هم من يمارسون عمليات قتل وانتهاكات لا حصر لها ضد الشعب الفلسطيني.
وأفاد أبو سيدو بأن أوروبا وكل المؤيدين لإسرائيل في العالم يدعون أن إسرائيل تدافع عن نفسها، أي أنهم يمنحونها الحق في ممارستها ضد الشعب الفلسطيني، متسائلا :”كيف يمكن لشاب فلسطيني أن يطعن جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي بسكين على بُعد 50 متر.. فهل أصبح هذا السكين سيف الله المسلول؟”، مؤكدا أن أكبر دليل على أكاذيب إسرائيل هو أن الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة أغتيلت برصاص وجه لها على بُعد 75 متر، مما يدلل على أن من وجه الرصاص كان قناص وكان يقوم بعمل مقصود وليس مجرد تهويش.
اتباع القوة
واختتم عضو منظمة التحرير الفلسطينية وأبرز قيادي حركة فتح ياسر أبو سيدو، بأنه أعرب عن احترامه الشديد للبيان الصادر عن الأزهر الشريف، لكنه شدد على أن إسرائيل لن ترتجع إلا بإتباع القوة واتخاذ إجراءات حاسمة وليس مجرد بيانات رسمية وخطب مدوية.
تغطية صحفية: "هتافات الشبان قبيل بدء تشييع جثمان الصحفية غفران وراسنة من شيوخ العروب شمال الخليل". pic.twitter.com/1sS4k6MAPa
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 1, 2022
[1] موقع مصراوي للأخبار
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2611803
[2] شبكة القدس الإخبارية
[3] موقع مونت كارلو
[1] وكالة وفا الفلسطينية للأخبار