” التحالف الروسي الإيراني”.. نتاج فشل سياسة دول الغرب وسلاح يهدد مصالح تركيا في كردستان
كتبت.. عواطف الوصيف
تمكنت روسيا خلال الأونة الأخيرة من لفت الأنظار الدولية لها، بإعلانها الحرب على أوكرانيا، تلك الخطوة التي لا تعد تأمينا لحدودها الجيوسياسية فحسب، وإنما هي بمثابة تحديا منها لمختلف دول أوروبا، التي وقفت معا بقيادة واشنطن لفرض عقوبات موجعة الهدف منها إضعاف موسكو على مختلف المستويات، وتأتي روسيا الآن للقيام بخطوة جديدة سيكون لها تبعات دولية ومحورية، وعصا موسى التي قد تتلاعب بها موسكو الآن هي إيران.
اتفاق قديم
عقد الرئيس الإيراني محمد خاتمي في 19 يناير الماضي لقاء مع نظيره الروسي الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وصاغ كلا الطرفين مسودة اتفاق بين كلا البلدين مدته 20 عاما.[1]
وكان الهدف الذي يطمح كلا الرئيسان هو تقوية العلاقات الثنائية، وزيادة التعاون في مختلف المجالات، خاصة على المستويين السياسي والاستراتيجي.
الرئيسان الروسي والإيراني
مصدر الصورة:
موقع النهار للأخبار
بتاريخ : 28 ديسمبر 2021
https://www.annahar.com/arabic/section/10-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA/28122021115306772
وثيقة التعاون الإيرانية الصينية
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده قد أكد أن وثيقة التعاون بين إيران وروسيا والتي تبلغ مدتها 20 عاما ستكون مماثلة لـ”وثيقة التعاون الإيرانية الصينية التي تبلغ مدتها 25 عاما.
هذه الاتفاقية وقعت لأول مرة في 12 مارس 2001 في موسكو، بحضور رئيسي البلدين، محمد خاتمي وفلادمير بوتين، تحت عنوان “قانون الاتفاقية الأساسية للعلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون بين جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الروسي”، وتم صياغتها باللغتين الروسية والفارسية، وصادق البرلمان الإيراني والدوما الروسي عليها.
تعاون الطاقة النووية
وتحتوي الاتفاقية التي أبرمت بين البلدين على تأكيد التعاون في مجال الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية، وتنص على: “يتعاون الطرفان بهدف توسيع علاقات طويلة الأمد لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال النقل والطاقة، بما في ذلك، الاستخدام السلمي للطاقة النووية وبناء محطات الطاقة النووية والصناعات والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والصحة العامة”.[1]
فيما تؤكد بنود أخرى في الاتفاقية أو المعاهدة بين موسكو وطهران على التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية وهذه البنود التي لم يتم الكشف عن فحواها تهم الأوساط الإقليمية والدولية.
شراء أسلحة روسية
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد حسين باقري، قد زار روسيا في أكتوبر 2021، وذكرت وسائل إعلام إيرانية وأجنبية حينها أن إيران تسعى لشراء أسلحة من روسيا بعد نهاية العقوبات العسكرية على إيران، الأمر الذي يسلط الضوء على أبعاد مثيرة للقلق في الاتفاقية الروسية الإيرانية.
سلاح روسي
مصدر الصورة:
موقع : سي إن إن
بتاريخ: 18 أكتوبر 2018
https://arabic.cnn.com/world/video/2018/10/18/v66912-weapons-explainer-ak47
قمة بريكس
وبعد مرور خمسة أشهر فقط على الإتفاق الروسي الإيراني، و في ظل تصاعد الاستقطابات الدولية الحادة على وقع الأزمة الأوكرانية، عُقدت قمة مجموعة “بريكس” برئاسة بكين عبر تقنية الفيديو، والتي ضمت قادة كل من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا .[1]
فهل تمكنت روسيا بعقد إتفاقيات رسمية مع إيران وبعد شهور تجري مباحثات رسمية تحت مسمى قمة “بريكس” مع قادة الصين والهند والبرازيل من الحصول على الدعم السياسي لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، وما هي التبعات المتوقعة خلال المرحلة المقبلة؟.
ممثلي قمة البريكس
مصدر الصورة:
موقع irana news
بتاريخ : 22 يونيو 2022
الهدف الإيراني
أوضح إسلام المنسي الباحث في العلاقات الدولية، والمتخصص في الملف الإيراني والشؤون الأسيوية، للمركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات والأبحاث السياسية أن الهدف الذي تطمح له إيران من الإتفاقية التي أبرمتها مع روسيا، هو نفس الهدف الذي جعلها تعقد العام الماضي إتفاقية مع الصين تصل مدتها لـ 25 عاما.
وأشار المنسي إلى أن الإتفاقية التي أبرمت بين إيران والصين كانت تتضمن استثمارات صينية وعقود استيراد طويلة الأجل للنفط الإيراني، منوها أن إيران كسبت من إتفاقيتها مع الصين ضمان شراكة اقتصادية وأمنية مع الصين، كما أنها تضمن أن يكون هناك مشتر دائم لنفطها، على أن يكون المقابل هو ضمان الصين أن يكون هناك مصدر دائم لها للنفط، هذا بخلاف التعاون الأمني والاستراتيحي بين البلدين.
موقف إيران من روسيا
وأكد إسلام المنسي، أن الضمانات التي تريد إيران أن تحققها من خلال تعاونها مع الصين، هي نفس الضمانات التي تريد أن تحققها من روسيا، لكن يستلزم الإلتفات إلى أن نقطة ضعف روسيا هي أنها ليست قوية اقتصاديا بم يكفي مثل الصين، ولكن هناك محور ثلاثي يتشكل خلال السنوات الماضية تحديدا منذ انسحاب الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب من الإتفاق النووي الإيراني.
وبحسب الباحث إسلام المنسي، فإن إيران بعد الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق النووي بدأت تنظم مناورات عسكرية مشتركة مع الصين وروسيا، كما بدأ التعاون مع كلا البلدين يأخذ شكلا أكثر عمقا.
مجالات التعاون الروسي الإيراني
وأفاد المنسي أن هناك العديد من المجالات التي من الممكن أن تتعاون فيها إيران مع روسيا، فمن الممكن أن يكون هناك تبادل تجاري واستيراد وتصدير، كما أن هناك ممر الشمال جنوب الذي يصل بين جنوب روسيا و شمال إيران ويمثل ممرا تجاريا بين روسيا والهند، متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة تسارعا في التعاون الاقتصادي إيراني روسي، ولأن كلا البلدان يواجهان عزلة غربية وعقوبات قاسية، لذلك فإنهما يبحثان عن طرق أخرى للتبادل التجاري مثل المقايضة أو التعامل بالعملات المحلية.
وأوضح المنسي أنه على الرغم من عدم وجود حدود مشتركة بين إيران وروسيا، لكن هناك بينهما ما يعرف بـ “التجاور الجغرافي” فهما يقعان في منطقة بحر قزوين، وهناك بينهما مصالح مشتركة، لذلك من المتوقع أن تقوى المصالح والتعاون بين “موسكو وبكين وطهران” بشكل كبير وملحوظ.
ملفات مشتركة
واستطرد الباحث السياسي إسلام المنسي، موضحا أن هناك ملفات إقليمية مشتركة بين طهران وموسكو مثل الملفين السوري والأفغاني، علاوة على ملف الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في منطقة القوقاز، وهذه الملفات الثلاث تعد أكثر الملفات أهمية، مدللا حديثه بمثال، وهو أن المنافسة التي كانت في الماضي بين إيران وروسيا فيما يتعلق بطبيعة الأوضاع داخل سوريا تحولت لتعاون مشترك.
الموقف التركي
وتطرق إسلام المنسي إلى تركيا، حيث أكد إنها تريد أن تكون هي ممرا للغاز القادم من إقليم كردستان إلى العالم، موضحا أن هذا الأمل التركي يضر بمصالح إيران وروسيا، لأن كلا البلدين مفروض عليهما عقوبات، لذلك من مصلحة كلا البلدين التعاون معا لإجهاض هذا المشروع التركي.
رد الفعل الدولي
وأفاد الباحث السياسي إسلام المنسي أن دول الغرب تبذل جهودا كثيرة لإنهاء هذا التعاون الروسي الإيراني بشتى الطرق منذ فترة طويلة، لكن جهودها دائما ما كانت تفشل، فالعقوبات الغربية هي التي جعلت إيران تصافح روسيا، موضحا أنه بعد إنسحاب الرئيس الأمريكي الأسبق من الإتفاق النووي الإيراني عام 2015، أنسحبت معه الشركات الغربية الأخرى، فحل محلها الشركات الصينية والروسية، مما يؤكد أن سياسة الغرب سواء مع إيران أو روسيا فإنها فاشلة.
[1] موقع سكاي نيوز
https://www.skynewsarabia.com/business/1533746-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%B3-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%94%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%9F
[1] موقع irannti news
https://www.iranintl.com/en/202201190727
[1] موقع العربية الإخباري
https://www.alarabiya.net/iran/2022/01/20/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D9%82%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9?fbclid=IwAR2g7D980aOWJphTnkVUP5LLCUxxWzU4SmTo4bdpdmG9imK2BOR6g67JNzU