الدكتورة سارة كيره: الاستعمار والإرهاب وجهان عملة واحدة
كتبت: مريم المالكي
رواية ١٩١٩ للكاتب احمد مراد وتحولت لاحقاً الي فيلم “كيرة والجن” يحكي قصة أبطال ثورة ١٩١٩ التي لم يعرفها أحد منهم البطل احمد عبد الحي كيرة، تروي لنا إحدى أحفاده الدكتورة سارة كيرة متخصصة في الشأن الأوروبي ومديرة المركز الأوروبي الشمال إفريقي للدراسات والبحوث تكشف لنا أسرار عن حياته في لقاء لها مع قناة الحياة برنامج الحياة اليوم مع المذيعة لبني عسل.
فيلم كيرة والجن درس تاريخ
قالت الدكتورة سارة كيرة “علمت ان قصة جدي في رؤية ١٩١٩ لأني من متابعين الكاتب والسيناريست احمد مراد، حققت الرواية نجاحاً كبير لذلك تم تحويلها إلى فيلم وأول ما سمعت قصة جدي كنت صغيرة وصادف أنها كانت من والد صديقتي من مسقط رائسنا في فارسكور قال لي أن لدي جد بطل وأني من عائلة مناضلة، فقمت بزيارة عائلية الي دمياط فبدأت اسأل عماتي وأهلي عن جدي وعن قصة كفاحه. فأن رحلة نضاله كانت تتسم بالسرية وتم قتله وهو صغير فهو لم يتزوج ولم يصل لنا الكثير مما فعله لأن عمله كان يتسم بالسرية.”
كما وصفت سارة كيرة فخرها الكبير أن تنتمي إلى الاسم “كيرة” وقالت <<يشرفني أن أمثل عائلتي اليوم، وعلى الجانب الأخر أن يكون لدينا أفلام بأبطال حقيقية وتغطية أحداث تاريخية لم نغطيها درامياً من قبل.>>
وأكملت كيرة “فأنا بقول على الفيلم درس تأريخي وانتمائي ووجهت شكرها إلى شركة سينرجي وكل أبطال الفيلم على هذا العمل التاريخي الذي ذكرنا بتاريخنا. وأضافت ان تاريخنا كبير جداً ومن الجميل أن نعيشه مرة أخري.
احمد عبد الحي كيره “بعبع الإنجليز”
كما ذكرت كيرة ان الكاتب احمد مراد ذهب إلى مسقط رائسها في فارسكور وحاور عائلتها هناك وما تم عرضه هو ما نعلمه إلى الأن، لم نملك الكثير من المعلومات وما أعلمه هو أنه كان يريد في بداية الحركة أن يستقل بافارسكور عن الإنجليز، كما قالت” كان جدي البطل احمد عبد الحي كيره أخذ موقف ضد الاستعمار هو ومصر كلها كانت الانتفاضة وثورة شعبية وجماهرية كبيرة فهو كان يقوم بعمل سري كبير وبطولي ولم يُعرف حتي شكله لذلك كان يقال عليه انه “بعبع الإنجليز” كان يعلم أماكن الضباط وتمركزهم ويخطط ويقتلهم، فكان في الصباح صديقهم وفي ليل كان يقتلهم وكان بداية التنظيم سري في مصر. فهذا عمل فني كبير وطني وانتمائي.
القوة الناعمة في مصر
كما أوضحت الدكتورة سارة كيرة المتخصصة في الشأن الأوروبي القوة الناعمة في مصر وكيف مصر اهتمت بها وأن الدولة اتخذت خط مش تقليدي لتغير صورة البطل البلطجي إلى صورة البطل الحقيقي يكون ذلك نموذج للشباب، لأن القوة الناعمة تؤثر في شخصية المصري لكيلا ننسي الهوية وننمي الانتماء في الصغار والشباب لكيلا ننسي ايضاً كيف حاربنا لأجل بلادنا تبقي ما هي عليه الأن وكما قالت أن هناك مليون كيرة ومليون الجن. وأن بالإضافة إلى ذلك أن ما يثبت باستراتيجية تطوير الأعمال الدرامية أن الفيلم كان بإنتاج مفتوح لكي يكون قيم بقيمة تاريخنا وتاريخ استقلالنا.
دكتورة سارة كيرة تحلل الفيلم من الناحية السياسية
هناك مشاهد ومواقف وضحت كيف كان الاستعمار مسيء ووحشي، علي الصعيد السياسي والفني رسالة الفيلم ترويج لنموذج البطل الحقيقي وان الفنان كريم عبد العزيز عمل الدور مثال للبطل وشخصية القائد مع الفنان احمد عز ما بينهم دويتو فيه كوميديا، الفيلم مش مقدم تاريخي فقط وسَرد الكثير من القصص التاريخية مثل حادثة دنشواي الكثير من الأجيال الجديدة لم يعلم عنها بالإضافة إلى ترويج لنموذج القائد والبطل، وأضافت من الناحية السياسية وهو أننا نعلم تاريخينا جيد جداً ونقدر أبطالنا وننقله إلى الأجيال القادمة كما اكدت أنه من مهم جداً ترويج لنموذج القائد البطل لمحو أثر الذى كنا شاهدنا من قبل، وأن الناس متعطشة لمثل هذه الأفلام.
مداخلة الناقد السينمائي طارق الشناوي
قال الناقد السينمائي طارق الشناوي أن الفيلم من أهم أفلام السينما المصرية في السنوات الأخيرة، وهو عمل مهم لتحريك الروح الوطنية لدي الشباب، ويُحسب لمروان حامد انه قَدم القضية الوطنية وتحرر مصر وثورة ١٩١٩ بالإضافة إلى الاستعمار وأشكال ومواقف مهمة جداً في النضال ولكن الأهم من ذلك هو كيف قدمها في صورة جاذبة والدليل على ذلك الأقدام على هذا العمل.
كما وضح أن “في لغة سينمائية تتكلم بالإضاءة وبالتصوير وايضاً بالأزياء وبالموسيقي وهذا ما يعطي قيمة العمل الفني يوصل كل الرسائل الوطنية، كما أضاف أن فريق عمل من ممثلين في قيادة مخرج ينتج عمل راقي وأن الموضوع ليس فقط في الأزياء.”
وأضاف أن هناك ما يسمي بالعدوي هي نوعين عدوي حميدة وعدوي النجاح وأن السينما المصرية تخاف من المجازفة لأن هذا العمل يكون في سفر وتنقل وتصوير حقبة زمانية أخري أنه عمل مكلف جداً وعند تقديم عمل بتلك القوة يفتح مجال لشركات الإنتاج انها تعمل عمل مثله وهذه هي عدوي حميدة ان النجاح ينتقل إلى أعمال إلى آخري.
رسائل فيلم “كيرة والجن”
علقت الدكتورة سارة كيرة على كلام الناقد السينمائي طارق الشناوي عدوي النجاح حقيقة وبدأنا بالرسائل الوطنية في فيلم الممر وهي أفلام نستطيع دخولها كعائلة وتناسب المجتمع المصري كله.
وضحت كيرة رسائل الفيلم وهو أنك تستطيع رؤية كيف كان المجتمع آنذاك الوقت وكيف كان هناك ترابط ورسالة موضحة أن في الاتحاد قوة وهو اتحاد أطياف المجتمع كله، وأنها أعجبت بشخصية الجن جداً لأنها حدث لها تحول في الشخصية حيث قالت “أنه مهما كان مستهتر ولا يهتم بالشأن السياسي فإن حال البلاد هيطولك هيطولك ووضح ذلك عندما قَتل الإنجليز والده وظهر أصله الوطني بداخله.” كما ووضحت أهم رسائل الفيلم “متستناش لما يطولك شر الاستعمار عشان تعرف إن بلدك في خطر”.
قالت كيره في حزن أنه تم حرق شجرة العائلة، وأن الاستعمار عندما يدخل بلدك أول شيء يفعله هو القضاء على تاريخك وأعتقد البعض أننا كنا في تقدم آنذاك الوقت ومهم جداً الأجيال القادمة أن يعلموه شر الاستعمار ووصفت الفيلم بكبسولة تاريخ. كما أضافت أن الفيلم أستخدم لغة العصر في سرد القصة بطريقة مرئية ومسموعة تصل الرسالة بأبسط الطرق.
وأن الفيلم يوضح ويبرز شخصية المناضل الموجودة في كل مصري. كما وضح الفيلم حياة البطل احمد عبد الحي كيرة وعملياته وكيف تم القبض عليه ووضحت الدكتورة سارة أن تم قتله في تركيا والطيور أكلته وهذه من الأشياء التي تحزن العائلة أن ليس هناك قبر له حتى الأن، كما وضحت أن في مشهد حادثة الجامع تم ربط بينها وبين حوادث الإرهاب في ذهنها حيث وصفت الإرهاب والاستعمار وجاهان لعملة واحدة وقالت “الاتنين بيقتلونا والاتنين مستغلين وبيجوا علينا وعلى تاريخينا وأرضنا”. اختتمت الدكتورة سارة كيرة انها تتمني الخير والسلام لمصر وللجميع.